الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو داود: يعني على أولادهما أفطرَتَا وأطْعَمَتا.
4 - باب الشهر يكون تسعاً وعشرين
2319 -
حدَّثنا سليمانُ بنُ حربٍ، حدَّثنا شعبةُ، عن الأسود بن قيسٍ، عن سعيدِ بنِ عمرو -يعني ابنَ سعيد بنِ العاص-
عن ابنِ عمر، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَا أُمَّة أميَّة، لا نكتُبُ، ولا نحسُبُ، الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا" وخنس سليمانُ إصبَعهُ في الثالثة، يعني تسعاً وعشرين وثلاثين
(1)
.
ثم إن من روى عن ابن عباس أنه كان يقرأ: {يُطِيقُونَهُ} ، يقتضي أنه لا نسخ كما قال الحافظ في "الفتح" 108/ 8، لأنه يجعل الفدية على من تكلَّف الصوم وهو لا يقدر عليه، فيفطر ويكفّر، وهذا الحكم باقٍ.
وممن روى عنه أنه كان يقرؤها كذلك عطاء بن أبي رباح ومجاهد وعكرمة: فقد أخرجه عبد الرزاق (7575) و (7577)، والبخاري (4505)، والنسائي في "الكبرى"(10952)، والطبري 2/ 137، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/ 182، والطبراني في "الكبير"(11388)، والدارقطني (2377) و (2379) و (2381)، والحاكم 1/ 440، والبيهقي 4/ 270 - 271 و271 من طريق عطاء بن أبي رباح وعبد الرزاق (7574)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ"(71)، والطبري 2/ 137، والطحاوي 6/ 184، والدارقطني (2379)، والبيهقي 4/ 271 من طريق مجاهد بن جبر، وعبد الرزاق (7573)، والطبري 2/ 137، والطبراني (11854) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، ثلاثتهم عن ابن عباس أنه كان يقرأ:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} لكن تحرف عند الدارقطني (2377) و (2381) إلى: {يُطِيقُونَهُ} .
وكذلك كانت عائشة تقرؤها. أخرجه عنها عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 70، وفي "مصنفه"(7576)، ومن طريقه الطبري 2/ 138، والبيهقي 4/ 272. وإسناده صحيح.
إلا أنها كانت تشدد الطاء كذلك، فتقول:(يطَّوَّقونه) مِن اطَوّاَق.
وانظر ما قبله.
(1)
إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج الأزدي.
2320 -
حدَّثنا سليمانُ بنُ داودَ العَتكي، حدَّثنا حَمَّادٌ، حدَّثنا أيوبُ، عن نافع
عن ابنِ عمر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الشَهْرُ تِسْعٌ وعِشرونَ، فلا تَصُوموا حتى تَرَوْهُ، ولا تُفْطِرُوا حتى تَرَوْهُ، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له" قال: فكان ابنُ عمر إذا كان شعبانُ تسعاً وعشرينَ نُظِرَ له، فإن رُؤي فذاك، وإن لم يُرَ ولم يَحُلْ دونَ منظَرِه سَحَابٌ ولا قَتَرَةٌ أصْبَحَ مفطراً، فإن حالَ دونَ منظرِه سَحَابٌ أو قَتَرَةٌ أصبحَ صائماً، قال: وكان ابنُ عُمَرَ يُفطِرُ معَ الناسِ ولا يأخُذُ بهذا الحسابِ
(1)
.
وأخرجه البخاري (1913)، ومسلم (1080)، والنسائي في "الكبرى"(2462) و (2463) و (2464) مختصراً و (5853) من طريق شعبة، ومسلم (1080)، والنسائي (2461) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأسود بن قيس، بهذا الإسناد.
وأخرجه مختصراً وتاماً البخاري (1908) و (5302)، ومسلم (1080)، والنسائي (2460) من طرق عن عبد الله بن عمر، به.
وهو في "مسند أحمد"(4611) و (4815) و (5017)، و "صحيح ابن حبان"(3449) و (3454) و (3455).
وقوله: "إنا أمَّةٌ أمِّيَّةٌ" قال ابن الأثير: أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب، فهم على جِبِلَّتِهم الأولى، وقيل: الأُمي الذي لا يكتب، ومنه الحديث:"بُعثت إلى أمة أمية"، قيل للعرب: الأُميُّون؛ لأن الكتابة كانت فيهم عزيزةً أو عديمةً، ومنه قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة: 2].
وقوله: "لا نحسُب" بضم السين، أي: لا نعرف العدَّ.
وقوله: "خَنَسَ إصْبَعَهُ": قال الخطابي: أي: أضجعها فأخرها عن مقام أخواتها، ويقال للرجل إذا كان مع أصحابه في مسير أو سفر فتخلَّف عنهم: قد خَنَس عن أصحابه.
(1)
إسناده صحيح. حمّاد: هو ابن زيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر.
وأخرجه البخاري (1906)، ومسلم (1080)، والنسائي في "الكبرى"(2442)
و (2443) من طرق عن نافع، به. وبعضهم لا يذكر فيه قوله:"الشهر تسعٌ وعشرون"=.
2321 -
حدَّثنا حُمَيدُ بنُ مَسعدةَ، حدَّثنا عبدُ الوهَّاب، حدثني أيوبُ، قال:
كَتَبَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ إلى أهلِ البَصْرَةِ: بلغنا عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نحوَ حديثِ ابنِ عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، زاد:"وإن أحْسنَ ما يُقْدَرُ له إذا رأينا هِلالَ شعبانَ لكذا وكذا فالصومُ إن شاء الله لِكذا وكذا، إلا أن تَرَوا الهِلالَ قبلَ ذلك"
(1)
.
2322 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ منيع، عن ابنِ أبي زائدة، عن عيسى بنِ دينارٍ، عن أبيه، عن عمرِو بنِ الحارث بن أبي ضِرار
عن ابنِ مسعودٍ، قال: لَمَا صُمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعاً وعشرينَ أكثرُ مِمَّا صمنا معه ثلاثين
(2)
.
وأخرجه البخاري (1900)، ومسلم (1080)، وابن ماجه (1655)، والنسائي (2441) من طريق سالم بن عبد الله، والبخاري (1907)، ومسلم (1080) من طريق عبد الله بن دينار، كلاهما عن ابن عمر، به.
وهو في "مسند أحمد"(4488)، و"صحيح ابن حبان"(3441) و (3445) و (3451) و (3593).
وقوله: "غُمَّ عليكم" من قولك: غممت الشيء إذا غَطيته: فهو مغموم.
وقوله: "فاقدُروا له " معناه: التقدير له بإكمال العدة ثلاثين، يقال: قدرت الشيء أقدرُه قَدراً -بمعنى قدرته تقديراً- ومنه قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23].
(1)
رجاله ثقات، لكنه منقطع. عبد الوهاب: هر ابن عبد المجيد الثقفي.
وانظر ما قبله.
وقال المنذري في "المختصر" 3/ 211: وهذا الذي قاله عمر بن عبد العزيز قضت به الروايات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال دينار والد عيسى. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا الهمداني الوادعي.=