الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن ابنَ عمر علَّمه: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيرِه خارجاً إلى سفرٍ كبَّر ثلاثاً، ثم قال:" {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف:13 - 14] اللهم إني أسألُك في سفرِنا هذا البرَّ والتقوى، ومِن العملِ ما تَرضَى، اللهم هَوِّن علينا سفرَنا هذا، اللهم اطْوِ لنا البُعدَ، اللهم أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهلِ والمالِ"، وإذا رجَعَ قالهن، وزاد فيهن:"آيبُون تائبون عابدون لِربنا حامِدُونَ"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشُه إذا علوا الثنايا كبَّروا، وإذا هَبَطُوا سبَّحوا، فوُضِعَتِ الصلاةُ على ذلكَ
(1)
.
78 - باب في الدعاء عند الوداع
2600 -
حدَّثنا مُسدَّدٌ، حدَّثنا عبدُ الله بن داودَ، عن عبد العزيز بن عمر، عن إسماعيلَ بن جرير، عن قزَعَةَ، قال:
(1)
إسناده صحيح. علي الأزدي: هو ابن عبد الله البارقي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرُس المكي، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وقد صرح هو وأبو الزبير بالسماع فانتفت شبهة تدليسهما.
وهو في "مصنف عبد الرزاق "(9232).
وأخرجه مسلم (1342)، والترمذي (3750)، والنسائي في "الكبرى"(11402) من طريق أبي الزبير، به، ولم يذكر النسائى في روايته دعاءه صلى الله عليه وسلم إذا رجع من سفره، ولم يذكروا جميعاً قوله في آخر الحديث: وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشُه
…
وهو في "مسند أحمد"(6311)، و"صحيح ابن حبان"(2696).
وقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} قال ابن عباس ومجاهد: مطيقين. قال ابن قتيبة: يقال: أنا مُقْرِنٌ لك، أي: مطيق لك، ويقال: هو من قولهم: أنا قِرْنٌ لفلان: إذا كنت مثله في الشدة، فإن قلت: أنا قرن لفلان بفتح القاف، فمعناه أن يكون مثله بالسن.
قال لي ابنُ عمر: هلُمَّ أُودِّعْك كما ودَّعني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أستودع الله دينَك وأمانتَك وخواتيمَ عملِك"
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه في تسمية شيخ عبد العزيز بن عمر -وهو الأموي- والصحيح أنه يحيى بن إسماعيل بن جرير فيما رجحه أبو حاتم وأبو زرعة كما ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 269، وكذلك رجحه الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 112، وقال المزي في "تهذيب الكمال" 3/ 56: هو المحفوظ، وتابعه ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، ويحيى بن إسماعيل بن جرير بن عبد الله البجلي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا يحتج به. قلنا: وقد انفرد برفع الحديث عن قزعة، لكن الحديث روي من وجوه أُخَر عن ابن عمر.
وهو في "مسند أحمد"(4957).
وأخرجه النسائى في "الكبري"(10269/ 3) من طريق عبدة بن سليمان، و (10269/ 4) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، و (10269/ 5) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن عمر، عن يحيى بن إسماعيل بن جرير، عن قزعة، عن ابن عمر.
وهو في "مسند أحمد"(6199)، وانظر تمام الكلام على هذا الإسناد عنده.
وأخرجه النسائي (10271) من طريق عيسى بن يونس، عن عبد العزيز بن عمر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن قزعة، عن ابن عمر. كذا سماه إسماعيل بن محمد بن سعد، فوهم، والصحيح يحيى بن إسماعيل كما سبق بيانه.
وأخرجه كذلك (10272) عن هشام بن عمار، عن يحيى بن سعيد، عن عبد العزيز ابن عمر، عن قزعة، عن ابن عمر، فأسقط من إسناده يحيى بن إسماعيل!! ولعل الوهم فيه من هشام.
وأخرجه النسائي أيضا (10273 - 10275) من طريق نهشل بن مُجمِّع الضبي، عن قزعة، قال: كنت عند ابن عمر، فلما خرجتُ شيعني، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال لقمان الحكيم: إن الله إذا استُودع شيئاً حفظه وإني أستودع الله دينك=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأمانتك وخواتم عملك، وأقرأ عليك السلام. كذلك رواه نهشل في رواية النسائي الأولى وهي أتم الروايات عنه فجعله من قول ابن عمر، وكذلك رواه المطعم بن المقداد، عن مجاهد، عن ابن عمر عند النسائي (10269/ 1). لكنه لم يذكر لقمان الحكيم. وإسناد نهشل صحيح وإسناد المُطعمِ قوي.
وأخرجه موقوفاً كذلك النسائي (10276) من طريق نهشلٍ أيضاً، عن أبي غالب قال: شيعت أنا وقزعةُ ابنَ عمر، فقال
…
كروايته السابقة. إلا أنه جعل المشيَّع هنا عبد الله بن عمر.
وأخرجه موقوفاً أيضاً النسائي (10177) و (10278) من طريق أبي سنان ضرار ابن مرة الشيباني، عن قزعة وأبي غالب قالا: شيعنا ابن عمر
…
وأبو سنان ثقة والإسناد إليه صحيح. وأخرجه الترمذي (3744)، والنسائي (8755) و (10280) من طريق أبي معمر سعيد بن خثيم، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه مرفوعاً. وأعله أبو زرعة وأبو حاتم كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 268 - 269 بأن سعيد بن خثيم وهم فيه، وأن الصحيح عندهما: عن عبد العزيز بن عمر، عن يحيي ابن إسماعيل بن جرير، عن قزعة، عن ابن عمر. لكن الترمذي قال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم بن عبد الله.
وهو في "مسند أحمد"(4524).
وأخرجه النسائي (8754) و (10279)، وأبو يعلى (5674)، وابن خزيمة (2531)، والحاكم 2/ 97 من طريق الوليد بن مسلم، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمر. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، لكن نقل ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 268 - 269 عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا: وروى هذا الحديث الوليد بن مسلم، فوهم فيه أيضاً؛ فقال: عن حنظلة، عن سالم، عن القاسم، عن ابن عمر!! قلنا: أما ذكر سالم فلم يرد في حديث الوليد عند من خرج الحديث من طريقه: ثم إن الوليد لم ينفرد به، فقد أخرجه الحاكم 1/ 442، وعنه البيهقي 5/ 251 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، وهو ثقة والإسناد إليه ثقات كلهم. =