الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: أبو سعيدٍ: ثم لقد رأيتُني أصومُ مع النبي صلى الله عليه وسلم قبلَ ذلك وبعد ذلك.
43 - باب اختيار الفطر
2407 -
حدَّثنا أبو الوليد الطيالسي، حدَّثنا شُعبةُ، عن محمد بنِ عبدِ الرحمن -يعني ابنَ سعد بنِ زُرارةَ- عن محمدِ بنِ عمرو بنِ حَسَنٍ
عن جابرِ بنِ عبدِ الله: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يُظلَّلُ عليه والزِّحَامُ عليه، فقال:"ليس من البرِّ الصيامُ في السَّفَرِ"
(1)
.
= وله شاهد من حديث عمر في "مسند أحمد"(140) وسنده قوي.
وأخرج مسلم (1116) و (1117)، والترمذي (721) و (722)، والنسائي في "الكبرى"(2630 - 2633) من طريق أبي نضرة المنذر بن مالك، عن أبي سعيد الخدري، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام، ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. هذا لفظ مسلم، وفي رواية أخرى عند مسلم: لثمان عشرة، وفي رواية أخرى: لسبع عشرة أو تسع كرة. قلنا: وهي غزوة الفتح فقد كانت في ذلك الوقت من الشهر. وعند بعضهم زيادة: يَرَون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويَرون أن من وجد ضعفاً فافطر فإن ذلك حسن.
(1)
إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (1946)، ومسلم (1115)، والنسائي في "الكبرى"(2582) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(14193)، و"صحيح ابن حبان"(3552).
وأخرج مسلم (1114)، والترمذى (719)، والنسائي في "الكبرى"(2583) من طريق محمد بن علي الباقر، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح، فصام حتى بلغ كراع الغميم، وصام الناس معه، فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإن الناس ينظرون فيما فعلتَ. فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب، والناس ينظرون إليه، فأفطر بعضهم، وصام بعضهم، فبلغه أن ناساً صاموا، فقال:"أولئك العصاة". =
2408 -
حدَّثنا شيبانُ بنُ فرُّوخِ، حدَّثنا أبو هلال الراسِبِيُّ، حدَّثنا ابنُ سَوادة القُشيريُّ
عن أنسِ بنِ مالك - رجلٍ مِن بني عبد الله بنِ كعب إخوةِ بني قشير - قال: أغارَتْ علينا خيلٌ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم فانتهيتُ -أو قال: فانطلقتُ- إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يأكُلُ، فقال:"اجْلِسْ فأصِبْ مِن طعامِنا هذا" فقلتُ: إني صائِم قال: "اجْلِسْ أُحدِّثْكَ، عن الصلاةِ وعنِ الصيامِ، إن الله تعالى وضَعَ شَطْرَ الصلاةِ، أو نِصفَ الصلاةِ، والصومَ عن المسافرِ، وعن المُرضِع، أو الحُبلى" والله لقد قالهما جميعاً أو أحدهما، قال: فتلهَّفَتْ نفسِي أن لا أكونَ أكلتُ مِن طعامِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قال الخطابي: هذا كلام خرج على سبب، فهو مقصور على من كان في مثل حاله، كأنه قال: ليس من البر أن يصومَ المسافر إذا كانَ الصومُ يؤذيه إلى مثل هذه الحال، بدليل صيام النبي صلى الله عليه وسلم في سفره عام الفتح، وبدليل خبر حمزة الأسلمي وتخييره بين الصوم والإفطار، ولو لم يكن الصوم براً لم يخيره فيه، والله أعلم.
(1)
حديث حسن. وهذا إسناد وهم فيه أبو هلال الراسبي -وهو محمد بن سُليم- فأسقط من إسناده سوادة بن حنظلة القشيري، وخالفه وهيب بن خالد الثقة، فرواه عن عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس بن مالك الكعبي. وأبو هلال الراسبي ضعيف، وسوادة بن حنظلة صدوق حسن الحديث. وكنا قد عددنا رواية وهيب متابعة لرواية أبي هلال في "المسند" و"ابن ماجه"، فيُستدرك من هنا.
وأخرجه ابن ماجه (1667) ومختصراً (3299)، والترمذي (724) من طريق أبي هِلال الراسِبي، به. وقال الترمذي: حديث حسن.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(2636) من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله ابن سَوادة، عن أبيه، عن أنس بن مالك وهذا إسناد حسن.
وهو في "مسند أحمد"(19048). =