الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2999 -
حدَّثنا مسلمُ بن إبراهيمَ، حدَّثنا قُرَّةُ
سمعتُ يزيدَ بنَ عبدِ اللهِ، قال: كنا بالمِرْبَد، فجاء رجلٌ أشعثُ الرأسِ بيده قطعةُ أدِيمٍ أحمرَ، فقلنا: كأنَّك من أهلِ الباديةِ، قال: أجلْ، قلنا: ناوِلْنا هذه القطعةَ الأديمَ التي في يدك، فناولنَاهَا، فقرأْنا ما فيها فإذا فيها:"من محمدِ رسولِ الله إلى بني زُهير بن أُقَيْش، إنكم إن شهدتُم أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسولُ الله، وأقمتُم الصلاةَ، وآتيتُم الزكاةَ، وأديتُم الخُمس من المَغْنَمِ، وسَهْمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وسَهْمَ الصفيِّ أنتم آمنون بأمان الله ورسولِه" فقلْنا: مَنْ كتب لك هذا الكتابَ؟ قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
22 - باب كيف كان إخراجُ اليهودِ من المدينة
3000 -
حدَّثنا محمدُ بن يحيى بن فارسٍ، أن الحَكَم بن نافع حدثهم، أخبرنا شُعيبٌ، عن الزهريِّ، عن عبدِ الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالكِ
= وهو في "مسند أحمد"(11992).
وانظر ما سلف بالأرقام (2995) و (2996) و (2997).
وقوله في الحديث عن صفية: إن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها، سلف عند المصنف برقم (2054).
(1)
إسناده صحيح، وقد جاء في بعض الروايات مُصرَّحاً باسم الصحابي بأنه النمر ابن تَولَب العُكلي كما جاء عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 165، والطبراني في "الأوسط"(2940)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص315.يزيد بن عبد الله: هو ابن الشِّخِّير، وقرة: هو ابن خالد السّدوسي.
وأخرجه النسائي (4146) من طريق سعيد بن إياس الجُريري، عن يزيد بن عبد الله ابن الشخير، به.
وهو في "مسند أحمد"(20737)، و"صحيح ابن حبان"(6557).
عن أبيه -وكان أحد الثلاثة الذين تِيبَ عليهم-: وكان كعْب بن الأشرفِ يَهجُو النبىَّ صلى الله عليه وسلم ويُحرَّضُ عليه كفارَ قريشٍ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينةَ وأهْلُهَا أخلاطٌ منهم المسلمون والمشركون يعبُدون الأوثانَ، واليهودُ، وكانوا يُؤْذونَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابَه، فأمر اللهُ نبيّه بالصبرِ والعفْوِ، ففيهم أنزلَ اللهُ:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [آل عمران: 186]، فلما أبى كعبُ بن الأشرفِ أن يَنزِعَ عن أذى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سعدَ بن مُعاذٍ أن يبعث رهْطاً يقتُلُونه، فبعث محمدَ بن مَسلَمةَ، وذكر قصةَ قتْلِه، فلمَّا قتلُوه فزِعَتِ اليهودُ والمشركُون، فغَدَوْا على النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: طُرقَ صاحبُنا فقُتل، فذكَر لهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول، ودعاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتاباً ينتهون إلى ما فيه، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم وبين المسلمين عامةً صحيفةً
(1)
.
(1)
رجاله ثقات، وقوله:"عن أبيه، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم" قال الحافظ المنذري في "اختصار السنن": أبوه عبد الله بن كعب، ليست له صحبة، ولا هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، ويكون الحديث على هذا مرسلاً، ويحتمل أن يكون أراد بأبيه جده، وهو كعب بن مالك، وقد سمع عبد الرحمن من جده كعب، فيكون الحديث على هذا مسنداً. قلنا: بل لا يمكننا الجزم بكونه مسنداً إن كان المقصودُ جدَّه، لأن معمر بن راشد وعقيل بن خالد الأيلى قد رويا الحديث عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، مرسلاً، ولهذا فقد أورد البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 308 رواية شعيب بن أبي حمزة -يعني التي عند المصنف هنا- ثم أتبعها برواية معمر المرسلة، ولم يقض فيهما بشيء، ولكن الحافظ ابن حجر في "العُجاب" 1/ 356 صحح سند رواية شعيب بن أبي حمزة! مع أن في الحديث اختلافاً في الوصل والإرسال، وتردُّداً أيضاً في تعيين المقصود بقوله:"أبيه"، كما بينه الحافظ المنذري. الحكم بن نافع: هو أبو اليمان مشهور بكنيته، ومحمد بن يحيى بن فارس: هو الذهلي الحافظ صاحب "الزهريات". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 198، والواحدي في "أسباب النزول" ص 114 - 115 من طريق محمد بن يحيى بن فارس الذهلى، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 1/ 220 عن أبيه أبي حاتم، والواحدي في "أسباب النزول" ص 30 - 31 من طريق محمد بن يحيى الذهلي، كلاهما (أبو حاتم والذهلي) عن أبي اليمان الحكم بن نافع، به. إلا أنه جاء عندهما أن الآية التي نزلت هي قوله تعالى:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ} [البقرة: 109] بدل آية اَل عمران، وفيها أيضاً الأمر بالعفو والصفح، ولا يبعد أن الآيتين نزلتا في هذا الشأن، ويؤيده رواية البخاري ومسلم الأتي ذكرهما آخر التخريج.
وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 183، وفي "دلائل النبوة" 3/ 196 - 197 من طريق عبد الكريم بن الهيثم، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك - قال في "السنن": أظنه عن أبيه، وكان ابن أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، ولم يذكر ذلك في "الدلائل" واكتفى بقوله: عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان من أحد الثلاثة الذين تيب عليهم يريد كعب بن مالك، كذا جاء في المطبوع من كليهما، فليحرر.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(9388) عن معمر بن راشد والطبراني في "الكبير"19/ (154) من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك مرسلاً. وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 308 تعليقاً عن معمر مرسلاً من طريق آخر غير طريق عبد الرزاق.
وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/ 142 - 143، ومن طريقه الطبري في "تفسيره" 4/ 201 عن معمر، عن الزهري مرسلاً. فلم يذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ابن مالك، ولا أباه.
وقد صح عند البخاري (4566) عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عُروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد بن حارثة أن هاتين الآيتين أعني آيتي البقرة وآل عمران السالفتى الذكر قد نزلتا في شأن قوم بالمدينة كانوا يُؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولكن جاء في هذه الرواية ذكر عبد الله بن أبي ابن سلول بدل كعب بن الأشرف، وهو عند مسلم بنحوه (1798) لكن لم يذكر الآيتين.
وقصة قتل كعب بن الأشرف صحت من حديث جابر بن عبد الله، وقد سلفت عند المصنف برقم (2768).
3001 -
حدَّثنا مُصَرِّفُ بن عَمرِو الأياميُّ، حدَّثنا يونُس -يعني ابنَ بُكَيرٍ-، حدَّثنا محمد بن إسحاقَ، حدثني محمدُ بن أبي محمدٍ مولى زيدِ بن ثابتٍ، عن سَعيد بن جُبيرٍ وعِكرمةَ
عن ابن عباسٍ، قال: لما أصابَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يومَ بدرٍ وقدم المدينةَ جمعَ اليهودَ في سوقِ بني قَيْنُقَاع، فقال:"يا معشرَ يهودَ، أسلِموا قَبلَ أن يُصِيبَكُم مثلُ ما أصابَ قُريشاً" قالوا: يا محمدُ، لا يَغُرَّنَّكَ من نفسِك أنك قتلتَ نَفَراً من قريشِ كانوا أغْماراً لا يعرفون القتالَ، إنك لو قاتلْتَنا لعَرَفْتَ أنا نحن الناس، وأنك لم تَلْقَ مثلَنا، فأنزلَ اللهُ في ذلك:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} [آل عمران: 12] قرأ مُصَرِّفٌ إلى قوله {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [آل عمران: 13] ببدر {وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} [آل عمران: 13]
(1)
.
3002 -
حدَّثنا مصرِّف بن عَمرو، حدَّثنا يونُس، قال ابنُ إسحاقَ: حدّثني مولى لِزيدِ بن ثابتٍ، حدثتني بنتُ مُحَيِّصَة
(1)
إسناده ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 50 - 51 لكنه قال: عن سعيد بن جبير أو عن عكرمة. واقتصر على أن هذه الآية نزلت في بني قينقاع.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/ 192 عن أبي كريب محمد بن العلاء، و 3/ 192 من طريق سلمة بن الفضل، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/ 183، وفي "دلائل النبوة" 3/ 173 - 174 من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثلاثتهم عن يونس بن بكير، بهذا الإسناد. وقالوا جميعاً: عن سعيد بن جبير أو عكرمة. لكن لفظ سلمة كلفظ ابن هشام في "السيرة النبوية".
وأخرجه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 3/ 51، ومن طريقه أخرجه الطبري 3/ 192، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 174 عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلاً.
الأغمار: جمع غُمر بضم الغين: الجاهل الغر الذي لم يجرب الأمور.
عن أبيها مُحَيِّصَةَ، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ ظَفِرْتُم بِهِ منْ رجال يهود فاقتُلُوه" فوثَبَ مُحَيّصَةُ على شُبَيبةَ رجلٍ من تجار يهود كان يُلابِسُهم، فقتَلَه، وكان حُويِّصَةُ إذ ذاك لم يُسِلْم، وكان أسَنَّ من مُحيِّصةَ، فلما قتله جعلَ حُويِّصةُ يضربُه، ويقول: أي عَدُوَّ اللهِ، أما والله لَرُبَّ شَحمٍ في بَطنِكَ من مَالِهِ
(1)
.
3003 -
حدَّثنا قُتيبةُ بن سعيدٍ، حدَّثنا الليثُ، عن سعيدِ بن أبي سعيد، عن أبيه عن أبي هريرةَ أنه قال: بينما نحْنُ في المسجد إذ خرج إلينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "انْطَلِقُوا إلى يهودَ" فخرجْنا معه حتى جئناهُم، فقامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فناداهُم فقال:"يا معشرَ يهودَ، أسْلِموا تَسلَمُوا" فقالوا: قد بلّغْتَ يا أبا القاسم، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أسلِمُوا تَسْلَمُوا" فقالوا: قد بلّغْتَ يا أباْ القاسم، فقال لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "ذلكَ أُريِدُ"، ثم قالها الثالثةَ: "اعلَموا أنّما الأرضُ لله وَرسُوله،
(1)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابنةِ مُحيّصة ومولى زيد بن ثابت وهو محمد بن أبي محمد. يونس: هو ابن بُكير. وقد روي الحديث من وجه آخر حسن كما سيأتي.
وهو في "سيرة ابن هشام" 3/ 62 لكنه قال: حدثني هذا الحديث مولى لبني حارثة بدل: مولى لزيد بن ثابت. قلنا: حارثة هو جدُّ بني النجار قبيلِ زيد بن ثابت.
وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/ 54، من طريق سلمة بن الفضل، والطبراني في "الكبير" 20/ (741)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 250 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأخرجه محمد بن إسحاق في "سيرته" -القسم المطبوع- (502) قال: حدثني ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، وهذا إسناد حسن. ثور: هو ابن زيد الدِّيلي.