الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148 - باب من أجازَ على جريحٍ مُثخَنٍ يُنَفَّل من سَلَبِهِ
2722 -
حدَّثنا هارونُ بن عبَّاد الأزديُّ، حدَّثنا وكيعٌ، عن أبيه، عن أبي إسحاقَ، عن أبي عُبيدةَ
عن عبد الله بن مَسعودٍ، قال: نَفَّلني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يومَ بدرٍ سَيفَ أبي جَهْل، كان قتَلَه (
1).
149 -
باب فيمن جاء بعد الغنيمةِ لاسَهْمَ له
2723 -
حدّثنا سعيدُ بن منصور، حدّثنا إسماعيلُ بن عيَّاش، عن محمد ابن الوليد الزُّبَيديِّ، عن الزُّهريِّ أن عَنْبَسةُ بن سعيد أخبره
أنه سمع أبا هُريرةَ يُحدَّث سعيدَ بن العاص أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعثَ أبانَ بن سعيدِ بن العاصِ على سَريّةٍ من المدينةِ قِبَلَ نَجْدٍ، فقدِم أبانُ بن سعيد وأصحابُه على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بخيبرَ بعد أن فتحها، وإنَّ حُزُمَ خَيلِهم لِيْفٌ، فقال أبانُ: اقْسِمْ لنا يا رسولَ الله، فقال أبو هُريرةَ: فقلتُ: لا تَقْسِم لهم يا رسولَ الله، فقال أبانُ: أنتَ بها يا وَبْرُ، تحدَّرَ علينا من رأس ضَالٍ،
= وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 231: كل من كان من أهل العسكر في دار الحرب لا يستحق أحدٌ منهم شيئاً مما تولَّى أخذه من أسلاب القتلى وغيرها، إلا كما يستحق منه سائرُ أهل العسكر، إلا أن يكونَ الإمامُ نفَّله من ذلك شيئاً، فيكون ذلك له بتنفيل الإمام لا بغير ذلك
…
وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد، رحمة الله عليهم أجمعين.
(1)
إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 373، وأحمد (4246)، وأبو يعلى في "مسنده"(5231) عن وكيع، بهذا الإسناد. وزاد محقق "مسند أبي يعلى" من كيسه خطأ "سفيان بن" قبل وكيع وليست هذه الزيادة في الأصلين اللذين اعتمدهما.
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "اجلِسْ يا أبانُ"، ولم يَقْسِمْ لهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، فهو صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، على أنه متابع كما سيأتي.
وهو في "سنن سعيد بن منصور"(2793).
وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة التمريض (4238) عن محمد بن الوليد الزبيدي، به.
وأخرجه محمد بن يحيي الذهلي في "الزهريات" كما في "تغليق التعليق" لابن حجر 4/ 135، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(532) و (534) و (541) وابن الجارود (1088)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2906)، وفي "شرح معاني الآثار" 3/ 244، والطبراني في "الأوسط"(3242)، وأبو نعيم في "مستخرجه على البخاري" كما في" التغليق" 4/ 134، وابن حجر كذلك في "التغليق" 4/ 135 من طريق إسماعيل بن عياش، وأبو نعيم في "مستخرجه"، وابن حجر في "التغليق" 4/ 135 من طريق عبد الله بن سالم، كلاهما عن محمد بن الوليد، به.
وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(2907)، وابن حبان (4814) و (4815)، والطبراني في "مسند الشاميين"(273)، والبيهقي 6/ 334 من طريق الولِيد بن مسلم قال: فذكرته لسعيد بن عبد العزيز قال: سمعت الزهري يذكر عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فذكره. وهذا إسناد صحيح.
وسيأتي بعده من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عنبسة بن سعيد، عن أبي هريرة، فخالفَ الزّبَيديَّ، إذ جعل السائل القَسْمَ أبا هريرة.
وقد صحح الذُّهليُّ فيما نقله البيهقي 6/ 334 روايةَ الزُّبيدي ورواية سعيد بن عبد العزيز، وهما متفقتان. أما البخاري فالذي يظهر من صنيعه أنه يصحح رواية سفيان بن عيينة، إذ علق طريق الزُّبيدي وأسند طريق سفيان. وانظر فقه الحديث بعد تخريج الحديث الآتي.
قال الخطابي: قوله: أنت بها، فيه اختصار وإضمار. ومعناه: أنت المتكلم بهذه الكلمة. وكان ابن عمر يرمي، فإذا أصاب الخصل قال:"أنا بها" أي أنا الفائز بالإصابة. و"الوبر" دويبة في قدر السِّنَّور أو نحوه.
و"ضال" يقال: إنه جبل. أو موضع. يريد بهذا الكلام تصغير شأنه، وتوهين أمره.
2724 -
حدَّثنا حامدُ بن يحيى البَلْخِيُّ، حدَّثنا سفيانُ، حدّثنا الزهريُّ، وسأله إسماعيلُ بن أُميةَ، فحدثَنَاه الزُّهريُّ أنه سمع عَنبَسةَ بنَ سعيد القرشىَّ يحدثُ
عن أبي هُريرةَ، قال: قدمتُ المدينةَ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بخيبرَ حين افتتحها، فسألتُه أن يُسهِمَ لي، فتكلم بعضُ ولدِ سعيدِ بن العاصِ، فقال: لا تُسْهِم له يا رسول الله، قال: فقلتُ: هذا قاتِلُ ابنِ قَوْقَلٍ، فقال سعيدُ ابن العاص: يا عجباً لوبْرٍ قد تدلَّى علينا من قَدومِ ضالٍ، يُعيِّرنُي بقتْل امرىءٍ مسلمٍ أكرَمَهُ الله تعالى على يديَّ، ولم يُهِنِّي على يدَيه
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. لكن حامد بن يحيي قد أخطأ في روايته إذ قال: فقال سعيد ابن العاص، وإنما هو: ابن سعيد بن العاص، وهو أبان، كما جاء في الطريق السالفة وكما رواه البخاري من طريق ابن عيينة.
وأخرجه البخاري (2827) و (4237) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
لكن جاء في الموضع الأول عند البخاري قول سفيان: فلا أدري أسهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لم يسهم له. في حين جزم الزبيدي وسعيد بن عبد العزيز بأنه لم يسُهم له.
وأخرجه البخاري (2827) و (4239) من طريق عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن جده: أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلّم
عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل، فقال أبان لأبي هريرة: واعجباً لك، وبْرٌ تدأدأ من قَدومِ ضأن، ينعى عليَّ امرأً أكرمه الله بيدي، ومنعه أن يهينني بيده. هكذا ليس فيه ذكر سؤال القسمة أصلا.
قال الخطابي: وفيه من الفقه: أن الغنيمة لمن شهد الوقعة، دون من لحقهم بعد إحرازها.
وقال أبو حنيفة: من لحق بالجيش بعد أخذ الغنيمة قبل قسمها في دار الحرب، فهو شريك الغانمين.
وقال الشافعي: الغنيمة لمن حضر الوقعة، أو كان رِدءاً لهم، فأما من لم يحضرها فلا شيء له منها. وهو قول مالك وأحمد.
وكان الشافعي يقول: إن مات قبل القتال فلا شيء له ولا لورثته، وإن مات بعد القتال وقبل القسم كان سهمه لورثته. =
قال أبو داود: هؤلاء كانوا نحو عشرة، فقُتِل منهم ستةٌ ورجع من بقي.
2725 -
حدَّثنا محمد بن العَلاء، حدَّثنا أبو أُسامةَ، حدَّثنا بُريد، عن أبي بُردةَ عن أبي موسى، قال: قدِمنا فوافَقنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبرَ، فأسهم لنا -أو قال: فأعطانا منها- وما قَسمَ لأحدٍ غابَ عن فتحِ خيبرَ منها شيئاً إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتِنا جعفرٍ وأصحابِه، فأسهمَ لهم معهم
(1)
.
2726 -
حدَّثنا محبوبُ بن مُوسى أبو صالح، أخبرنا أبو إسحاقَ الفَزَاريُّ، عن كُليبِ بن وائلٍ، عن هانىء بن قَيس، عن حبيبِ بن أبي مُلَيكةَ
عن ابن عمر، قال: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قامَ -يعني يومَ بدرٍ- فقال: "إن عُثمانَ انطلقَ في حاجةِ اللهِ وحاجةِ رسولهِ، وإني أُبايعُ له"، فضربَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسهمٍ، ولم يضربْ لأحدٍ غابَ غيرِه
(2)
.
= وكان الأوزاعى يقول: إذا أَدْرَبَ [أي: دخل الدرب]، قاصداً في سبيل الله أسهم له، شهد القتال أو لم يشهد.
(1)
إسناده صحيح. أبو موسى: هو عبد الله بن قيس الأشعري، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري، وبُريد: هو ابن عبد الله بن أبي بُردة، وأبو أسامة: هو حماد ابن أسامة، ومحمد بن العلاء: هو أبو كريب الهَمْداني، مشهور بكنيته.
وأخرجه ضمنَ حديث مطول البخاري (3136)، ومسلم (2502)، والترمذي (1644) من طريق بريد بن عبد الله، به.
وهو في "مسند أحمد"(19635)، و"صحيح ابن حبان"(4813).
(2)
حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل هانىء بن قيس، فقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" فمثله يكون حسن الحديث إن شاء الله، وقد توبع.=