الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو داود: رواه هُشيم، ومُعمرٌ، وخَالدٌ الواسطيُّ، وجماعةٌ، لم يذكروا جَريراً.
104 - باب في التَّولي يوم الزَّحْفِ
2646 -
حدَّثنا أبو توبةَ الربيعُ بن نافعٍ، حدَّثنا ابنُ المُبارَك، عن جريرِ بن حازمٍ، عن الزُّبير بن خِرِّيتِ، عن عكرمةَ
عن ابن عباسٍ، قال: نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] فشقَّ ذلك على المسلمين حين فرض اللهُ عليهم أن لا يَفرَّ واحدٌ من عشرةٍ، ثم إنه جاء تخفيفٌ، فقال:{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} [الأنفال: 66] قرأ أبو توبة إلى قوله: {يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} ، قال: فلما خفَّف الله عنهم من العِدَّه نقصَ من الصبرِ بقدْرما خَفَّف عنهم
(1)
.
وقال بعضهم: معناه: أن الله قد فرق بين داري الإسلام والكفر، فلا يجوز لمسلم أن يُساكن الكفار في بلادهم، حتى إذا أوقدوا ناراً كان منهم بحيث يراها.
وفيه دلالة على كراهة دخول المسلم دار الحرب للتجارة والمقام فيها أكثر من مدة أربعة أيام.
وفيه وجه ثالث ذكره بعض أهل اللغة، قال: معناه لا يتَّسم المسلم بسِمَة المشرك، ولا يتشبه به في هديه وشكله، والعرب تقول:"ما نار بعيرك؟ " أي: ما سِمَتُه، ومن هذا قولهم:"نارها نجارها" يريدون: أن مِيسَمها يدل على كَرَمِها وعِتقها، ومنه قول الشاعر:
حتى سقوا آبالهم بالنار
…
والنار قد تشفي من الأُوار
يريد: أنهم يعرفون الكرام منها بسِماتها، فيقدمونها في السقي على اللئام.
(1)
إسناده صحيح. ابن المبارك: هو عبد الله.
وأخرجه البخاري (4653) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد.
وأخرجه أيضاً بنحوه (4652) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس.
وهو في "صحيح ابن حبان"(4773) بنحوه أيضاً من طريق عطاء، عن ابن عباس.
2647 -
حدَّثنا أحمد ابن يونس، حدَّثنا زهُيرٌ، حدَّثنا يزيد بن أبي زياد، أن عبدَ الرحمن بن أبي ليلى حدثه
أن عبدَ الله بن عُمر حدثه: أنه كان في سَرِيَّةٍ، من سرايا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: فحَاصَ الناسُ حَيْصَةً، فكنت فيمن حَاصَ، قال: فلما بَرَزْنا قلنا: كيف نصنعُ، وقد فَرَرْنا من الزَّحْف، وبُؤْنا بالغضبِ؟ فقلنا: ندخُل المدينةَ، فنثبتُ
(1)
فيها، لنذهبَ، ولا يرانا أحدٌ، قال: فدخلنا، فقلنا: لو عَرَضنَا أنفسنا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبةٌ أقَمْنا، وإن كان غيرَ ذلك ذهبنا، قال: فجلسنا لِرسول الله صلى الله عليه وسلم قبلَ صلاةِ الفجرِ، فلما خرج قُمنا إليه، فقلنا: نحن الفَرَّارون، فأقبلَ إلينا، فقال:"لا، بل أنتم العَكَّارون"، قال: فدنَونا فقبَّلْنا يدَه، فقال:"أنا فِئةُ المُسلمين"
(2)
.
(1)
كذا في (أ): فنثبت، وهي كذلك عند العظيم آبادي والسهارنفوري. وفي (ج): فنبيت، وهي كذلك عند ابن سعد وأحمد، وفي (ب) و"اختصار السنن" للمنذري: فنتثبَّت، وفي (هـ): فننبثُّ، وأشار الحافظ في نسخه (أ) إلى أن رواية ابن الأعرابي: فننبتُّ، والله أعلم بالصواب.
(2)
إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو مولى الهاشميين- أحمد بن يونس: هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي، زهير: هو ابن معاوية الجُعفي.
وأخرجه بنحوه الترمذي (1813) من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، به. ولم يذكر فيه قصة تقبيل اليد، وقال: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد.
وهو في "مسند أحمد"(5384).
وفي الباب عن عروة بن الزبير عند ابن إسحاق كما في "السيرة النبوية" لابن هشام 4/ 24 قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما دنوا من حول المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، قال: ولقيهم =