الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
108 - باب في الجاسوس المستأمَن
2653 -
حدَّثنا الحسنُ بن عليٍّ، حدَّثنا أبو نعيم، حدَّثنا أبو عميس، عن ابن سلمة بن الأكوع
عن أبيه، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عينُ المشركين وهو في سفر، فجلس عند أصحابه ثم انسَلَّ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"اطلُبوه، فاقتُلوه" قال: فسبقتُهم إليه فقتلتُه، وأخذتُ سَلَبَهَ، فنفَّلَني إياه
(1)
.
2654 -
حدَّثنا هارونُ بن عبدِ الله، أن هاشمَ بن القاسمِ وهشاماً حدثاهم، قالا: حدَّثنا عكرمةُ بن عمار، قال: حدَّثني إياس بن سلمةَ
قال: حدَّثني أبي، قال: غزوتُ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هوَازنَ، قال: فبينما نحنُ نَتضَحَّى وعامَّتُنا مُشاةٌ وفينا ضَعَفَةٌ إذ جاء رجلٌ على جمل أحمرَ، فانتزع طَلَقاً من حَقو البعيرِ فقيَّد به جملَه، ثم جاء يتغذَّى مع القومِ، فلما رأى ضعَفَتَهم ورِقَّةَ ظهرِهم خرج يعدُو إلى جملِه،
(1)
إسناده صحيح. ابن سلمة: هو إياس، وأبو العُميس: هو عتبة بن عبد الله ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، والحسن بن علي: هو الهُذلي الخلال.
وأخرجه البخاري (3051) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والنسائي في "الكبرى"(8793) من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن أبي العميس، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن ماجه (2836) من طريق وكيع، عن أبي العُميس، به بلفظ: بارزت رجلاً فقتلته، فنفّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه. كذا جاء عنده بذكر تنفيل السلب، دون ذكر أن ذلك كان عيناً للمشركين وأن قتله كان لذلك السبب.
وهو في "مسند أحمد"(16492) عن وكيع كلفظ ابن ماجه.
وانظر ما بعده.
فأطلَقه ثم أناخَه فقعَد عليه، ثم خرج يَرْكُضه، واتَّبعه رجلٌ من أسلَمَ على ناقة وَرقَاءَ هي أمثَلُ ظَهْرِ القوم، فخرجتُ أعدُو، فأدركتُه، ورأسُ النَّاقة عند وَرِك الجمل، وكنت عند وَرِك الناقة، ثم تقدَّمتُ، حتى كنت عند وَرِك الجمل، ثم تقدَّمتُ، حتى أخذْتُ بخُطامِ الجمل، فأنَخْتُه، فلما وضَعَ رُكبتَه بالأرضُ اختَرَطْتُ سيفي فأضربُ رأسه، فَنَدَرَ، فجئتُ براحلتِه وما عليها أقودُها، فاستقبَلَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في الناسِ مُقبلاً، فقال:"مَن قَتَل الرَّجُلَ؟ " فقالوا: سلمة بن الأكْوعِ، فقال:"له سَلَبُهُ أجمعُ"
(1)
.
قال هارونُ: هذا لفظُ هاشم.
(1)
إسناده صحيح. إياس بن سلمة: هو ابن الأكوع، وهشام: هو ابن سعيد الطالقاني.
وأخرجه مسلم (1754)، والنسائي في "الكبرى"(8624) من طريق عكرمة بن عمار، به.
وأخرج قصَّة تنفيل السلب منه فقط ابن ماجه (2836) من طريق عكرمة بن عمار، به.
وهو في "مسند أحمد"(16519) و (16523)، و "صحيح ابن حبان"(4843) بتمامه.
وتختلف هذه الرواية عن سابقتها بأن الرواية الأولى التي عند البخاري والنسائي (8793) فيها أمر منه صلى الله عليه وسلم بقتل ذلك العين المشرك، وهنا فيه إقرارٌ منه صلى الله عليه وسلم لقتله، لا أمرٌ منه بذلك.
قال الخطابي: "نتضحّى" معناه: نتغدى، والضحاء -ممدود- الغداء. و"الطلق": سَير يقيد به البعير، و"حقوه ": مؤخَّره.
وقوله: "نَدَر" معناه: بانَ منه وسقط.
قال: وفيه إثبات السَّلب للقاتل، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يخمِّسْه.