الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصَّدقة، فقال لي:"يا عائشةُ ارفُقي، فإن الرِّفق لم يكن في شيء قطُّ إلا زانَهُ، ولا نُزِع من شيء قط إلا شانَه"
(1)
.
2 - باب في الهجرةِ هل انقطعتْ
؟
2479 -
حدَّثنا إبراهيمُ بن موسى الرازيُّ، أخبرنا عيسى، عن حَريزٍ، عن عبد الرحمن بن أبي عوفٍ، عن أبي هندٍ
عن معاويةَ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تنقطع الهجرةُ حتى تنقطعَ التوبةُ، ولا تنقطعُ التوبةُ حتى تطلعَ الشمسُ من مَغربِها"
(2)
.
(1)
حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع.
وأخرجه بنحوه مسلم (2594) من طريق شعبة بن الحجاج، عن المقدام بن شريح، به. لكن ليس فيه ذكر البداوة.
وهو في "مسند أحمد"(24307) و (24808)، و"صحيح ابن حبان" (550). وقد جاء في طريق أحمد الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البادية إلى إبل الصدقة من طريق إسرائيل عن المقدام.
وسيتكرر برقم (4808).
قال الخطابي: البداوة: الخروج إلى البدو، والمقام به، وفيه لغتان: البداوة بفتح الباء، والبداوة بكسرها. والناقة المُحرّمة هي التي لم تُركب ولم تذلل فهي غير وطيئة، ويقال: أعرابي محرّم إذا كان جلفاً لم يخالط أهل الحضر، والتلاع: جمع تلعة، وهي ما ارتفع من الأرض وغَلُظ، وكان ما سفل منها مسيلاً لمائها.
(2)
حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي هند -وهو البجلي- ولكنه متابع. عيسى: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"(8658) من طريق حريز بن عثمان، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(16906).
2480 -
حدَّثنا عثمانُ بن أبي شيبةَ، حدَّثنا جَرير، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن طاووسٍ عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح -فتحِ مكةَ-: "لا هجرةَ، ولكن جهادٌ ونيةٌ، وإذا استُنْفرتمْ فانفِروا"
(1)
.
= وأخرجه أحمد (1671) من طريق مالك بن يخامر، عن معاوية بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص. وإسناده حسن.
وقوله: لا تنقطع الهجرة
…
معناه: لا تنقطع الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام إلى يوم القيامة.
قال الإمام البغوي في "شرح السنة" في الجمع بين هذا الحديث وبين حديث ابن عباس: "لا هجرة بعد الفتح": إن قوله: "لا هجرة بعد الفتح" أراد به من مكة إلى المدينة، وإن قوله:"لا تنقطع الهجرة" أراد بها هجرة من أسلم في دار الكفر عليه أن يفارق تلك الدار ويخرج من بنيهم إلى دار الإسلام. وقد فصل الحافظ في "الفتح" في هذه المسألة، فقال: فمن به (أي: في البلد التي لم يفتحها المسلمون) من المسلمين أحد ثلاثة:
الأول: قادر على الهجرة منها لا يمكنه إظهار دينه بها، ولا أداء واجباته، فالهجرة منه واجبة.
الثاني: قادر، لكنه يمكنه إظهار دينه وأداء واجباته، فمستحبة لتكثير المسلمين بها ومعونتهم
…
الثالث: عاجز يُعْذَر من أسر أو مرض أو غيره، فتجوز له الإقامة، فإن حمل على نفسه وتكلف الخروج منها أجر.
(1)
إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبّي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبْر المكي، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني.
وأخرجه البخاري (1834)، ومسلم (1353)، وبإثر الحديث (1863)، والترمذي (1590)، والنسائي (4170) من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد"(1991)، وابن حبان (3720).
وأخرج ابن ماجه (2773) من طريق أبي صالح السمان، عن ابن عباس رفعه:"إذا استنفرتم فانفروا". =
2481 -
حدَّثنا مُسَدَّدٌ، حدَّثنا يحيي، عن اسماعيلَ بن أبي خالدٍ، حدَّثنا عامر، قال:
أتى رجلٌ عبدَ الله بن عَمرو وعنده القوم حتى جلس عندَه، فقال: أخبِرْني بشيء سمعتَه من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم من سَلِم المسلمون من لِسانه ويده، والمُهاجر مَنْ هجر ما نهى اللهُ عنه"
(1)
.
= وقوله: ولكن جهاد ونية. قال النووي: يريد أن الخير الذي انقطع بانقطاع الهجرة يمكن تحصيله بالجهاد والنية الصالحة، وإذا أمركم الإمام بالخروج إلى الجهاد ونحوه من الأعمال الصالحة، فاخرجوا إليه.
(1)
إسناده صحيح. مُسَدَّد: هو ابن مُسَرْهَد، ويحيى: هو ابن سعيد القطّان، وعامر: هو ابن شَراحيل الشَّعبي.
وأخرجه البخاري (10)، والنساثي (4996) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، به. وقرن به البخاري عبد الله بن أبي السفر. وقد تحرف اسم عبد الله بن عَمرو في مطبوع النسائي إلى: بن عُمر، وصوبناه من "تحفة الأشراف"، ومن "السنن الكبرى"(8648).
وهو في "مسند أحمد"(6515)، و"صحيح ابن حبان"(196).
وأخرج النسائي (4165) من طريق أبي كثير الزبيدي. عن عبد الله بن عمرو قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الهجرة أفضل؟ قال:"أن تهجر ما كره الله".
وهو في "مسند أحمد"(6487).
وأخرج مسلم (40) من طريق أبي الخير اليزني، عن عبد الله بن عمرو يقول: إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّ المسلمين خير؟ فقال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".
قال الحافظ في "الفتح"11/ 319: قيل: خص المهاجر بالذكر تطييباً لقلب مَن لم يُهاجر من المسلمين، لفوات ذلك بفتح مكة، فأعلمهم أن من هجر ما نهى الله عنه كان هو المهاجر الكامل، ويُحتمل أن يكون ذلك تنبيهاً للمهاجرين أن لا يتكلوا على الهجرة، فيقصّروا في العمل، وهذا الحديث من جوامع الكلم التي أُوتيها صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.