الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2314 -
حدَّثنا نصرُ بنُ على بنِ نصرٍ الجَهضَمِيُّ، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاقَ
عن البراء، قال: كان الرجلُ إذا صامَ فنامَ لمَ يأكُلْ إلى مِثلِها، وإنَّ صِرْمَة بن قيسٍ الأنصاريَّ أتى امرأتَه وكان صائماً فقال: عِندكِ شيء؟ قالت: لا، لعلي أذْهَبُ فأطلُبُ لك، فذهبتُ وغَلَبَتْهُ عينُه، فجاءت فقالت: خيْبةً لك، فلم ينتصِفِ النهارُ حتى غُشِيَ عليه، وكان يَعْمَلُ يومَه في أرضه، فذُكِرَ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} قرأ إلى قوله {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]
(1)
.
2 - باب نسخ قوله تعالى:
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ} [البقرة: 184]
2315 -
حدَّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدَّثنا بَكرٌ -يعني ابنَ مُضر- عن عمرو بنِ الحارث، عن بُكير، عن يزيدَ مولى سلمة
(1)
إسناده صحيح. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 351: وسماع إسرائيل من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، لأنه جده، وكان خصيصاً به. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي. وصرمة بن قيس، كذا في الأصول وهو الصواب، ووقع عند البخاري: قيس بن صرمة، وقد جزم الداوودي والسهيلي وغيرهما بأنه وقع مقلوباً في رواية البخاري. وقد فاتنا أن ننبه عليه في "صحيح ابن حبان"(3460) فليستدرك من هنا.
وأخرجه البخاري (1915)، و (4508) بنحوه، والترمذي (3206) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (4508) بنحوه، والنسائي في "الكبرى"(2489) و (10956) من طريقين عن أبي إسحاق، به.
وهو في "مسند احمد"(18611)، و"صحيح ابن حبان"(3460) و (3461).
عن سلمةَ بنِ الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] كان من أراد منا أن يُفْطِرَ ويفتدي فعل، حتى نزلَتْ هذه الآيةُ التي بَعْدها فَنَسختها
(1)
.
(1)
إسناده صحيح. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري، وبُكير: هو ابن عبد الله بن الأشج.
وأخرجه البخاري (4507)، ومسلم (1145)، والترمذي (809)، والنسائي في "الكبرى"(2637) و (10950) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
وأخرجه مسلم (1145) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، به.
وهو في "صحيح ابن حبان"(3478) و (3624).
وقوله: كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي فعل، وضَّحته رواية مسلم من طريق ابن وهب: كنا في رمضان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين، حتى أُنزلت هذه الآية:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].
قلنا: وقد ذهب ابن عباس إلى عدم النسخ، وكان يقرأ الآية:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} بفتح الطاء وتشديد الواو، مبنياً للمفعول، فقد أخرج البخاري في "صحيحه"(4505) من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، سمع ابن عباس يقرأ:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} قال ابن عباس: ليست بمنسوخة، وهو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً.
قال الحافظ في "الفتح" 8/ 180: وهذه قراءة ابن مسعود أيضاً. وقد وقع عند النسائي [في "الكبرى" (10951)] من طريق ابن أبي نجيح [صوابه: ورقاء] عن عمرو ابن دينار: يطوَّقونه: يكلفونه. وهو تفسير حسن، أي: يكلَّفون إطاقته.
قال: فعلى قراءة ابن عباس: يطوَّقونه، لا نسخ، لأنه يجعل الفدية على من تكلف الصوم وهو لا يقدر عليه، فيفطر ويكفّر، وهذا الحكم باقٍ.
وسيأتي حديث ابن عباس هذا الذي أشار إليه الحافظ عند المصنف برقم (2318) وانظر تمام تخريجه هناك.
2316 -
حدَّثنا أحمدُ بنُ محمد، حدثني عليُّ بنُ حسين، عن أبيه، عن يزيدَ النحوي، عن عِكرمَة
عن ابنِ عباسِ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} ، فكان من شاء منهم أن يفتدي بطعامِ مِسكين افتدى، وتمَّ له صومُه، فقال:{فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184] وقال {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]
(1)
.
(1)
ضعيف، وقد رُوي عن ابن عباس بأسانيد أصح من هذا وأوثق رجالاً بأنه كان يذهب إلى أن هذه الآية محكمة وليست بمنسوخة، كما سيأتي عند المصنف برقم (2318).
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 133 عن محمد بن حميد الرازي، عن يحيى ابن واضح أبي تميلة، عن الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة والحسن البصري، به مرسلاً. ومحمد بن حميد الرازي متروك، ثم إن روايته هنا مرسلة.
وأخرجه موصولاً عن ابن عباس أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ"(59)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" عند تفسير قوله تعالى:{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} ، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 26، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 172 من طريق ابن جريج وعثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، كلاهما عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس. وعطاء الخراساني لم يُدرك ابن عباس فيما قاله غير واحد من أهل العلم. ولم يصرح ابن جريج بالسماع، وعثمان بن عطاء ضعيف الحديث.
وأخرجه موصولاً كذلك أبو عبيد (60) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. وعلي بن أبي طلحة روايته عن ابن عباس مرسلة. وفي الإسناد إليه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" 2/ 134 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس.
وعطية العوفي ضعيف، والإسناد إليه ضعيف أيضاً.=