الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصواب أنه لا يُشترط أن يُسمع نفسه، وهو ترجيح شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وقد تقدم نحو هذا عند مسألة النطق بتكبيرة الإحرام.
(1)
مسألة [8]: قراءة الفاتحة بغير العربية
.
• ذهب الجمهور إلى عدم جواز القراءة بغير العربية؛ لقوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف:3]، وقوله:{بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء:195].
• وذهب أبو حنيفة إلى الجواز، وقال بعض أصحابه: لمن لم يُحسن. واستدل بقوله تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19]، قال: ولا يُنذر كل قوم إلا بلسانهم.
والصواب قول الجمهور؛ لأنَّ القرآن إذا غُيِّرت ألفاظه، وخرج عن نظمه لم يكن قرآنًا، ولا مثله، وإنما يكون تفسيرًا له، أما الإنذار، فإذا فسَّره لهم كان الإنذار بالمفسَّر دون التفسير.
(2)
(1)
وانظر: «المغني» (2/ 154)، «المجموع» (3/ 394).
(2)
وانظر: «المغني» (2/ 158)، و «المجموع» (3/ 379 - 380).
271 -
وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ ب {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(1)
زَادَ مُسْلِمٌ: لَا يَذْكُرُونَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ وَلَا فِي آخِرِهَا.
(2)
وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنِ خُزَيْمَةَ: لَا يَجْهَرُونَ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(3)
، وَفِي أُخْرَى لِابْنِ خُزَيْمَةَ: كَانُوا يُسِرُّونَ.
(4)
وَعَلَى هَذَا يُحْمَلُ النَّفْيُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ، خِلَافًا لِمَنْ أَعَلَّهَا.
272 -
وَعَنْ نُعَيْمٍ المُجْمِرِ، قَالَ: صَلَّيْت وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ (فَقَرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثُمَّ قَرَأَ بِأُمِّ القُرْآنِ، حَتَّى إذَا بَلَغَ {وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: آمِينَ. وَيَقُولُ كُلَّمَا سَجَدَ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الجُلُوسِ: اللهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ يَقُولُ إذَا سَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنِّي لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ.
(5)
(1)
أخرجه البخاري (743)، ومسلم (399).
(2)
أخرجه مسلم برقم (399) وقد أعلها بعض أهل العلم بما لا يقدح فيها، وانظر كلام الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (743).
(3)
أخرجها أحمد (3/ 275)، والنسائي (2/ 135)، وابن خزيمة (1/ 250) واللفظ لأحمد، وهي رواية صحيحة على شرط الشيخين.
(4)
أخرجها ابن خزيمة (498) وإسناده ضعيف، فيه سويد بن عبدالعزيز، وهو شديد الضعف.
ولها طريق أخرى عند الطبراني (739) وفي إسناده ابن أبي السري والراجح ضعفه.
(5)
رواه النسائي (2/ 134)، وابن خزيمة (499) وإسناده صحيح، لكن قوله (فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم) شاذة تفرد بها نعيم المجمر ولم يذكرها سائر الرواة عن أبي هريرة الذين رووا هذا الحديث عنه. انظر «نصب الراية» (1/ 335 - 336).