الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
داود، ورجَّحه الخطابي، وهو قول يحيى بن يحيى، وعلي بن دينار، من أئمة المالكية، ويُستدل لهم بقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في الصلاة:«إنما هي التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن» ، وكذلك سمَّى الله الصلاة تسبيحًا كما سماها قرآنًا، فدلَّ على أنَّ الصلاة لا تخلوا عن القرآن، والتسبيح.
قال أبو عبد الله غفر الله له: الأقرب إلى الصواب هو القول الثاني؛ لحديث ابن عباس الذي في الباب، ولحديث:«صلُّوا كما رأيتموني أُصلي» ، ولم نَقُلْ بالقول الثالث؛ لأنه قد وردَ في «الصحيحين»
(1)
: أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نسي التشهد الأول، وتكبيرة الانتقال، وجبر ذلك بسجدتي السهو، والتكبير والتسبيح جنسهم واحد، والله أعلم.
(2)
مسألة [2]: ما هو الذي يجزئ عن الوجوب
؟
• قال ابن رجب رحمه الله في «الفتح» (5/ 65): وعلى القول بالوجوب، فقال أصحابنا: الواجب في الركوع: سبحان ربي العظيم، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى، لا يجزئ غير ذلك. وقال إسحاق: يجزئ كل ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تسبيح، وذكر، ودعاء، وثناء.
قال ابن رجب رحمه الله: وهو قياس مذهبنا في جواز جميع أنواع الاستفتاحات، والتشهدات الواردة في الصلاة. اهـ
قال أبو عبد الله غفر الله له: قول إسحاق هو الصواب، والله أعلم.
(1)
سيأتي في الكتاب برقم (320).
(2)
وانظر: «الفتح» لابن رجب (5/ 64 - 65) رقم (794)، «المجموع» (3/ 414).