الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا هو المروي عن الصحابة، منهم: عليٌّ، وابن عباسٍ، وأبو هريرة. اهـ
قال أبو عبد الله غفر الله له: الصواب ما ذهب إليه الجمهور، والله أعلم.
مسألة [2]: هل يُستحبُّ المداومة في قراءتهما
؟
• قال ابن رجب رحمه الله في «الفتح» (891): ثم اختلفوا: هل يستحب المداومة على ذلك في كل جمعةٍ؟ فقال بعضهم: لا يستحب ذلك، بل يستحب فعله أحيانًا، وهو قول الثوري، وأحمد -في المشهور عنه-، وإسحاق، وعَلَّلا بأنه يُخشى من المداومة عليه اعتقاد الجهال وجوبه، وأن صلاة الفجر يوم الجمعة فيها زيادة سجدة، أو أنها ثلاث ركعات، ونحو ذلك مما قد يتخيله بعض من هو مفرطٌ في الجهل.
• وقال الأكثرون: بل يستحب المداومة عليه، وهو قول الشافعي، وسائر من سَمَّيْنَا قوله، وهو ظاهر ما نقله إسماعيل بن سعيدٍ الشالنجي عن أحمد؛ فإنه قالَ: سألته عن القراءة في الفجر يوم الجمعة؟ فقال: نراه حسنًا، أن تقرأ:{الم * تَنْزِيلُ} [السجدة:1 - 2]، و:{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان:1]، ورجحه بعض أصحابنا، وهو الأظهر.
وكان السلف يداومون، قال الأعرج: كان مروان، وأبو هريرة يقرءان في صلاة الصبح بـ:{الم * تَنْزِيلُ} ، و:{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} في كل جمعة.
وقال الشعبي: ما شهدت ابن عباسٍ قرأ يوم الجمعة إلا {تَنْزِيلُ} ، و: {هَلْ
أَتَى} [الإنسان:1].
خرَّجه ابن أبي شيبة، واعتقاد فرضية ذلك بعيدٌ جدًّا، فلا يترك لأجله السنة الصحيحة، واتباع عمل الصحابة. اهـ
قال أبو عبد الله غفر الله له: أثر ابن عباس أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 140 - 141)، وفي إسناده: جابر بن يزيد الجعفي، وهو كذاب.
والأظهر في هذه المسألة هو استحباب المداومة على ذلك؛ لظاهر حديث أبي هريرة؛ إلا أنْ يحصل مشقة على المأمومين فيترك، والله أعلم.