الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكر الحديث مُطوَّلًا، وفيه: قال أنس: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وجد على شيء قط وَجْدَهُ عليهم، فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كلما صلَّى الغداة رفع يديه، فدعا عليهم
…
، وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وقد رواه حماد بن سلمة، عن ثابت مُختصرًا، أخرجه أحمد (13854)، ولا يقال: إنَّ حماد بن سلمة خالف سليمان بن المغيرة في ثابت؛ لأنه اختصر الحديث، ولم يذكر القنوت من أصله، والله أعلم.
فهذه الزيادة زادها ثابت البناني على بقية الرواة، وسياق الحديث يدل على أنها محفوظة لمن تأمل ذلك، والله أعلم.
وقد أخرج الحديث المذكور أيضًا عبد بن حميد (1276)، من طريق: هاشم ابن القاسم به، وأخرجه أيضًا أبو عوانة (5/ 40 - 41)، والبيهقي في «الدلائل» (3/ 349)، من طريق: عفان بن مسلم به.
(1)
مسألة [2]: تأمين المأمومين
.
تقدم
(2)
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عند أحمد، وأبي داود، وابن خزيمة، والبيهقي، أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قنت شهرًا متتابعًا
…
، الحديث، وفيه: ويؤمن من خلفه.
وَقَدِ اسْتدلَّ أهلُ العلم بهذا الحديث على استحباب تأمين المأمومين عند
(1)
وانظر: «شرح المهذب» (3/ 507).
(2)
تقدم قريبًا.
دعاء الإمام، وقد بوب ابن خزيمة رحمه الله على ذلك، فقال (1/ 313):[باب القنوت في الصلوات كلها، وتأمين المأمومين عند دعاء الإمام في القنوت]. وقال ابن قدامة رحمه الله في «المغني» (2/ 584): إذا أخذ الإمام في القنوت أَمَّنَ من خلفه، لا نعلم فيه خلافًا. اهـ
298 -
وَعَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الوِتْرِ: «اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْت، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْت، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْت، فَإِنَّك تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْت، تَبَارَكْت رَبَّنَا وَتَعَالَيْت» . رَوَاهُ الخَمْسَة.
(1)
(1)
صحيح، دون قوله (في قنوت الوتر). الحديث مدار طرقه على بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، به.
وهو حديث صحيح، رجاله ثقات، إلا أنه اختلف على بريد في زيادة:«في قنوت الوتر» .
فقد روى الحديث بدون تقييد: «في قنوت الوتر» :
1 -
شعبة بن الحجاج. عند الطيالسي عنه (1275)، ومن طريقه أخرجه البزار (1336). وعند أحمد (1723)، من طريق يحيى بن سعيد القطان عنه. وعند أحمد (1727)، وابن خزيمة (1096)، وابن حبان (945)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (416) من رواية محمد بن جعفر عنه. وعند أبي يعلى (6762) من رواية عبد الملك بن عمرو عنه، وعند أبي طاهر السلفي في «الطيوريات» (544)، واللالكائي (1175) من رواية عبد الله بن إدريس عنه. وعند الدولابي في «الذرية الطاهرة» (134) من رواية حجاج بن محمد المصيصي عنه.
2 -
الحسن بن عبيد الله النخعي، وهو ثقة؛ فقد رواه عن بريد بن أبي مريم بإسناده بلفظ:«وعقلت عنه الصلوات الخمس، وكلمات أقولهن عند انقضائهن» : أخرجه الطوسي في «مختصر الأحكام» (443)، وابن الأعرابي في «معجمه (2344)، والطبراني في «الكبير (2708)، والدولابي في «الذرية الطاهرة» (135)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 264) من طرق عن أبي صالح محبوب بن موسى الفراء، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله، عن بريد به. وزاد الطوسي وابن الأعرابي والدولابي في روايتهم: قال بريد: فدخلت على محمد بن علي الشِّعب، فحدثته بهذا الحديث، عن أبي الحوراء، عن الحسن، فقال: صدق، هن كلمات عُلِّمْناهن أن نقولهن في القنوت.
3 -
العلاء بن صالح التيمي في رواية، وهو حسن الحديث. وروايته عند البيهقي في الكبرى» (2/ 297)، وفي الدعوات» (431)، وفي الصغرى» (435)، بإسنادٍ صحيحٍ إليه، وعنده زيادة: قال بريد قال: فذكرت ذلك لمحمد بن الحنفية فقال: إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به في صلاة الفجر في قنوته".
وروى الحديث مقيدًا بقنوت الوتر:
1 -
أبو إسحاق السبيعي، وقد رواه بالعنعنة، ولم يصرح بالسماع في جميع الطرق، وروايته عند الدارمي (1634)، وأبي داود (1425)، والترمذي (464)، والنسائي في «المجتبى» (3/ 248)، وفي «الكبرى» (1446)، وأبي يعلى (6786)، وابن خزيمة (1095)، وابن الجارود (273) وغيرهم
2 -
يونس بن أبي إسحاق، وهو حسن الحديث، وقد يهم. وروايته عند أحمد (1718)، وابن خزيمة (1095)، وابن الجارود (272)، وابن نصر المروزي في كتابه «مختصر قيام الليل» (ص 321)، وغيرهم.
3 -
الحسن بن عمارة، وهو متروك، وروايته عند عبد الرزاق (3/ 117)، والطبراني (2711).
4 -
العلاء بن صالح في رواية كما في «الدعاء» للطبراني (748).
5 -
شعبة في رواية عمرو بن مرزوق عنه، عند الطبراني في «الكبير» (2707)، وفي «الدعاء» (744) وقد شذ عمرو بن مرزوق؛ فقد رواه الحفاظ من أصحاب شعبة عنه كما تقدم بدون ذكر القنوت.
6 -
الحسن بن عبيد الله النخعي في رواية كما في الدعاء» للطبراني (745) بلفظ: عند انقضاء الوتر. وهي رواية مرجوحة؛ لأن شيخ الطبراني فيه ضعف، والراجح عنه من رواية الثقات عدم ذكرها كما تقدم.
قال ابن خزيمة في صحيحه» (2/ 152 - 153)، وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق لا يُعْلَم: أسمع هذا الخبر من بريد، أو دلسه عنه؟ اللهم إلا أن يكون كما قال بعض علمائنا: إن كل ما رواه يونس عمن روى عنه أبوه أبو إسحاق هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روى عنه.
وقال ابن حبان - كما في «إتحاف المهرة» (4/ 295) -: «لم يقل شعبة في حديثه: «قنوت الوتر» . وهو أحفظ من مائتين مثل أبي إسحاق، وابنه، فليست هذه اللفظة محفوظة؛ لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قبض والحسن بن علي ابن ثمان سنين، فكيف يعلمه المصطفى صلى الله عليه وسلم قنوت الوتر، ولا يعلمه لهؤلاء الصحابة المهاجرين؟».اهـ
قلتُ: فيظهر لي والله أعلم أن الحديث صحيح بدون زيادة (في قنوت الوتر)؛ فإنها شاذة، والله أعلم.