الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي «الصحاح» (6: 2403) : الصلاة: الدعاء. وفي «المحكم» وصلّى: دعا، وأنشد البيت الثاني للأعشى ميمون بن جندل، وألحقت به الأول من ديوان شعره «1» ، وذلك أوضح لمعناه:[من البسيط]
تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلا
…
يا ربّ جنّب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صلّيت فاغتمضي
…
نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
الرابعة: في «الصحاح (6: 2402) : الصلاة واحدة الصلوات المفروضة، وهو اسم وضع موضع المصدر، تقول: صلّيت صلاة ولا يقال: تصلية. وفي «المشارق» (2: 45) واختلف من أيّ شيء اشتقت الصلاة الشرعية: فقيل من الدعاء. وفي «التنبيهات» : وهو قول أكثر أهل العربية والفقه لما فيها من الدعاء، ثم إن الشرع أضاف إلى ما فيها من الدعاء ما شاء الله من ركوع وسجود وأفعال وأقوال (وكمل في اشتقاقها في «المشارق» ثمانية أقوال تركتها اختصارا) وفي «المقدمات» :
والمشهور أن الصلاة مأخوذة من الدعاء.
الفصل الثاني في استخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وكم صلاة صلّاها أبو بكر
روى مسلم (1: 124) رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلّي بالناس في مرضه، فكان يصلّي بهم.
وروى عن أنس بن مالك (1: 124) : أن أبا بكر كان يصلّي بهم في وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفّي فيه، حتى إذا كان يوم الإثنين، وهم
(1) ديوان الأعشى: 73.
صفوف في الصّلاة، كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة، فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا، قال: فبهتنا ونحن في الصلاة من فرح بخروج النبي صلى الله عليه وسلم، ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصّفّ، وظنّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج للصلاة، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده: أن أتمّوا صلاتكم، قال: ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرخى السّتر، قال:
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه ذلك.
وفي «الدر المنظوم» لأحمد بن محمد بن أحمد اللخمي ثم العزفي «1» رحمه الله تعالى: قال ابن حبيب الهاشمي: صلى أبو بكر رضي الله تعالى عنه بالناس في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة صلاة، قال: وكذا روى الدولابيّ.
تنبيه:
قد تقدم ذكر أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في باب الخليفة.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: قوله: رفع ستر الحجرة: في «الغريبين» كل ما منعت منه فقد حجرت عليه، ومنه الحجرة التي يحاط عليها في الدار.
وفي «الروض الأنف» (4: 267) : كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم تسعة بعضها من جريد مطيّن بالطين وسقفها جريد، وبعضها من حجارة موضوعة بعضها على بعض مسقفة بالجريد أيضا، وكان لكلّ بيت حجرة، وكانت حجرته عليه السلام أكسية من شعر مربوطة في خشب عرعر. انتهى.
الثانية: قوله «فبهتنا ونحن في الصلاة» : في «الأفعال» (4/ 1: 117)
(1) أبو العباس العزفي سمع الكثير وأجاز له ابن بشكوال، كانت وفاته سنة 633؛ (الوافي بالوفيات 7: 349) وذكر الصفدي أن له كتابا في مولد النبي ولكنه لم يسمّه.