الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله صلى الله عليه وسلم في سنة ستّ إلى النجاشي بالحبشة، فقدم عمرو بن أمية بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي يدعوه إلى الإسلام، فأسلم النجاشيّ وشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله.
قال: وأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزوّجه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، ويبعث بها إليه، وكلّ من عنده من المسلمين، ففعل.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية أيضا إلى أبي سفيان بن حرب بهدية إلى مكة. وهو معدود في أهل الحجاز. ومات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان. انتهى.
2-
أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في باب صاحب الثقل.
الفصل الثالث في توكيل عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عبد الله بن أخيه جعفر رضي الله عنهم في خصومة مع طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه
من «البيان والتحصيل» من كتاب أوله تأخير صلاة العشاء في الحرس: روى الشعبيّ أنه قال: أول من جرّى جريّا أي وكّل وكيلا من الصحابة: علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وكل عبد الله بن جعفر، فقيل له: لم وكلت عبد الله وأنت سيد من سادات الناطقين؟ فقال: إن للخصومات قحما؛ قال: وكانت الخصومة بين علي وطلحة بن عبيد الله في ضفير بين ضيعتيهما، كان عليّ يحبّ أن يثبت، وطلحة يحبّ أن يزال، فوكل علي عبد الله بن جعفر فتنازعا الخصومة في ذلك بين يدي عثمان وهو خليفة، فقال لهما: إذا كان غد ركبت في الناس معكما حتى أقف على الضفير فأقضي فيه بينكما معاينة، فركب في المهاجرين والأنصار، وجاء معهم معاوية، فقال- وهم يتنازعون الخصومة في الطريق- لو كان منكرا لأزاله
عمر، فكان سبب توجّه الحكم لعبد الله على طلحة. فوقف عثمان والناس معه رضي الله تعالى عنهم على الضفير، فقال: يا هؤلاء أخبرونا أكان هذا أيام عمر؟
قالوا: نعم، قال: فدعوه كما كان أيام عمر رضي الله تعالى عنه وانصرفا.
قال عبد الله: فجئت من فوري إلى علي رضي الله تعالى عنه فقصصت عليه القصة حتى بلغت إلى كلام معاوية، فضحك، ثم قال: أتدري لم أعانك معاوية؟
قلت: لا، قال: أعانك للمنافيّة، قم الآن إلى طلحة فقل له: إن الضفير لك فاصنع به ما بدا لك، فأتيته فأخبرته، فسرّ بذلك، ثم دعا بردائه ونعليه وقام معي حتى دخلنا على علي رضي الله تعالى عنهم، فرحّب به وقال: الضفير لك فاصنع به ما شئت، فقال: قد قبلت وإنما جئت شاكرا، ولي حاجة ولا بدّ من قضائها، فقال له علي رضي الله عنهما: سل حتى أقضيها لك. فقال طلحة: أحبّ أن تقبل الضيعة مني مع ما فيها من الغلمان والدواب والآلة، فقال عليّ: قد قبلت، قال:
ففرح طلحة وتعانقا وتفرّقنا.
قال عبد الله: فو الله ما أدري أيهما أكرم في ذلك المجلس: عليّ إذ جاد بالضفير، أم طلحة إذ جاد بالضيعة بعد ضنّه بمسنّاة. انتهى.
فوائد لغوية في خمس مسائل:
الأولى: في «الصحاح» (6: 230) الجريّ: الوكيل والرسول، يقال: جريّ بيّن الجراية والجراية. والجمع أجرياء، وقد جرّيت جريّا واستجريت، وأما الجريء المقدام فهو من باب الهمز.
الثانية: في «الغريبين» وكل فلان فلانا، أي وكل أمره إليه يستكفيه. وفي «الصحاح» (5: 1845) : وكّلته بأمر كذا توكيلا، والاسم: الوكالة والوكالة، قال الفارابي (3: 243) : بفتح الواو وكسرها.
وفي «الزاهر» (1: 99- 100) الوكيل: الكافي؛ قاله الفراء. انتهى.
ووكل أمرا إليه، أي صرفه، بتخفيف الكاف. قال القاضي في «المشارق» (2: 285) : وقوله عن فاطمة: ووكلها إلى الله بالتخفيف أي صرف أمرها إليه.
الثالثة: في «الصحاح» (5: 2006) للخصومة قحم: أي أنها تقحم بصاحبها على ما لا يريده، قحم في الأمر قحوما: رمى بنفسه فيه بغير رويّة.
الرابعة: في «الصحاح» (2: 722) الضفيرة: المسنّاة، والمسناة: العرم. وفي «الغريبين» في حديث علي أن طلحة رضي الله تعالى عنهما نازعه في ضفيرة كان عليّ ضفرها في واد. قال شمر قال ابن الأعرابي: الضفيرة مثل المسنّاة المستطيلة في الأرض فيها خشب وحجارة، وفيه أيضا: المسنّاة ضفيرة تبنى للسيل تردّه، سمّيت مسنّاة لأن فيها مفاتيح الماء، أخذت من قولهم: سنّيت الشيء إذا فتحته، وأنشد:[من الطويل]
إذا الله سنّى عقد أمر تيسّرا
وفي «المحكم» (2: 105) العرمة والعرمة: المسنّاة وهي سدّ يعترض به الوادي، والجمع: عرم، وقيل: العرم جمع لا واحد له. وقال أبو حنيفة: الأعرام:
الأحباس تبنى في أوساط الأودية.
الخامسة: قول عليّ رضي الله تعالى عنه أعانك بالمنافية، يعني بالنسبة المنافية لأن عليا ومعاوية رضي الله تعالى عنهما يجتمعان في عبد مناف.