الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس في انقسام الجيش إلى خمسة اقسام المقدمة والمجنبتين والقلب والساقة. وكون الرئيس في القلب منها
في «المشارق» (1: 241) : وسمي الجيش خميسا لقسمه على خمسة أقسام:
قلب وميمنة وميسرة ومقدّمة وساقة. قال الجوهري (2: 921) : ألا ترى إلى قول الراجز «1» :
قد نضرب الجيش الخميس الأزورا
فجعله صفة «2» . وقال ابن سيده: الخميس: الجيش يخمس ما وجده.
قال القاضي في «المشارق» (1: 241) والأول أولى لأن اسمه كان معروفا قبل ورود الشرع بالخميس. انتهى. وفي أشعار الستة لامرىء القيس «3» [من الطويل] :
لها مزهر يعلو الخميس بصوته
…
أجشّ إذا ما حرّكته اليدان
قال ابن إسحاق في «السير» (2: 406- 407) ثم في أخبار يوم فتح مكة:
حدثني عبد الله بن أبي نجيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرق جيشه من ذي طوى أمر الزبير بن العوام أن يدخل في بعض الناس من كدى، وكان الزبير على المجنبة اليسرى، وأمر سعد بن عبادة الأنصاري أن يدخل في بعض الناس من كداء.
(1) ورد في اللسان (خمس، زور) .
(2)
فجعله صفة: سقط من م.
(3)
ديوان امرىء القيس: 86.
قال ابن إسحاق: فزعم بعض أهل العلم أن سعدا حين وجه داخلا قال:
اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحلّ الحرمة، فسمعها رجل من المهاجرين، قال ابن هشام: هو عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عن جميعهم.
قال ابن إسحاق: فقال: يا رسول الله اسمع ما قال سعد بن عبادة، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: أدركه فخذ الراية فكن أنت الذي تدخل بها.
قال ابن إسحاق (2: 407) وحدثني عبد الله بن أبي نجيح في حديثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد فدخل من اللّيط أسفل مكة في بعض الناس، وكان خالد على المجنّبة اليمنى وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب، وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين ينصبّ لمكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة، وضربت له هناك قبة. انتهى.
وقال ابن إسحاق في «السير» (1: 613) في خبر غزوة بدر الكبرى: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على السّاقة قيس بن أبي صعصعة أخا بني مازن بن النجار. انتهى.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في أقسام الجيش:
أما القلب فإنما سمى قلبا لتوسطه، وإحاطة سائر الأقسام به كتوسط قلب الإنسان في جسده، ويحتمل أن يكون سمّي قلبا لمكان الرئيس به الذي هو سيد الجيش ومنه قلب النخلة وهو لبها. وفي «الصحاح» (1: 205) قلب النخلة: لبها، وفيه ثلاث لغات: قلب وقلب وقلب.
وأما الميمنة والميسرة فمن الجهة اليمنى واليسرى، وكذلك المجنبتان من الجنبين لإحاطتهما بالقلب، وأما المقدّمة: فلتقدمها.
وفي «الصحاح» (200805) مقدمة الجيش- بكسر الدال- أوله. وفي «المحكم» مقدمة العسكر وقادمتهم وقداماهم: متقدموهم «1» ، وقيل: مقدمة كلّ شيء أوله.
وأما الساقة فيحتمل أن يكون سمّيت بذلك لأنها لما تقدّمها سائر الجيش صارت كأنها تسوقه. قال ابن القوطية (2: 159) ساق الشيء سوقا: قدّمه بين يديه.
وفي «فقه اللغة «2» (21) للثعالبي: ساقة العسكر: آخره. انتهى.
الثانية: في المواضع المذكورة في هذا الباب:
ذو طوى: بفتح الطاء المهملة، مقصور منون: واد بمكة.
وكداء: بفتح أوله، ممدود لا يصرف لأنه مؤنث، وهو جبل من أعلى مكة وهو عرفة بعينها. قال حسان «3» :[من الوافر]
عدمنا خيلنا إن لم تروها
…
تثير النّقع موعدها كداء
وكدى بضم أوله وتنوين ثانية مقصور على لفظه، جمع كدية، بأسفل مكة عند قعيقعان، وأما كدي مصغر: فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، وليس من هذين الطريقين في شيء.
واللّيط بكسر أوله وبعده ياء وطاء مهملة: موضع بأسفل مكة.
وأذاخر بخاء معجمة كأنه جمع أذخر، ثنيّة بين مكة والمدينة، ذكر جميعها البكري.
فائدة في معنى الباب:
ذكر ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خرج
(1) المحكم: متقدموه.
(2)
م: فقه اللغات.
(3)
ديوان حسان: 17.
في الردة إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي القصّة، وعلى ميمنته:
النعمان بن مقرّن، وعلى ميسرته: عبد الله بن مقرّن، وعلى ساقته: سويد بن مقرّن، فقرن الله تعالى له وللمسلمين في خروجه التوفيق والنصر. وصحبة بني مقرّن مشهورة، وكونهم إخوة سبعة، وقيل بل عشرة. انتهى.
ومقرن قال ابن سيّد في «الاشتقاق» هو مفعّل من قولهم: قرّنت البعيرين إذا لز أحدهما بالآخر. انتهى.
و «ذو القصّة» قال البكرى (1076) : بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة:
موضع في طريق العراق من المدينة سمّي بذلك لقصّة في أرضه، والقصّة:
الجص، وقال في رسم المضيّح «1» (1236) ترحل من المدينة فتنزل ذا القصّة. انتهى.
(1) م ط: المصبح.