الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثامن في صاحب المقدمة
وفيه فصلان
الفصل الأول في من تولى ذلك بين يدي النبيّ صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق في «السير» (2: 407) رحمه الله تعالى في أخبار فتح مكة:
وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصفّ من المسلمين ينصبّ لمكة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «الاستيعاب» (428) في اسم خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه أنه كان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، وجرح يومئذ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحله بعد ما هزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق.
وقد تقدم أن مقدمة العسكر بضم الميم وكسر الدال، وقال ابن السيّد: ولو فتحت الدال لم أر من فتحها مخطئا.
الفصل الثاني في أنسابهم وأخبارهم
رضي الله تعالى عنهم
1- أبو عبيدة بن الجراح
رضي الله تعالى عنه ورحمه: يأتي في باب المقدم على الرجالة إن شاء الله تعالى.
2- خالد بن الوليد
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (427) : خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو سليمان،
وقيل أبو الوليد، أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة والأعنة في الجاهلية. فأما «القبة» فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهّزون به الجيش وأما «الأعنّة» فإنه كان يكون على خيل قريش في الحروب. واختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني قريظة، وقيل بعد الحديبية، وقيل بين الحديبية وخيبر في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم سنة سبع، وقيل كان إسلامه سنة ثمان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. ولم يزل من حين أسلم يولّيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب. وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وكان على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في بني سليم، وجرح يومئذ فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحله بعد ما هزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق. انتهى.
وشهد خالد رضي الله تعالى عنه بعث «مؤتة» ، ولما أصيب الأمراء الثلاثة رضي الله تعالى عنهم الذين أمّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية وانحاز بالمسلمين.
وخرج البخاري (5: 182) رحمه الله تعالى عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة [للناس]«1» قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب- وعيناه تذرفان- حتى أخذ [الراية] سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم. انتهى.
قال أبو عمر ابن عبد البر (429) عن قيس قال: سمعت خالد بن الوليد يقول:
اندقّت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما صبرت في يدي إلا صفيحة يمانية. وذكر البخاري مثله.
(1) زيادة من البخاري.
قال أبو عمر (429) : وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نعم عبد الله وأخو العشيرة، وسيف من سيوف الله سلّه الله على الكفار والمنافقين.
وأمّره أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما على الجيوش ففتح الله تعالى عليه اليمامة وغيرها، وقتل على يديه أكثر أهل الردة، منهم مسيلمة ومالك بن نويرة.
ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين، وقيل بل توفي بحمص، ودفن بقرية على ميل منها سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وبلغ عمر بن الخطاب أن نساء من نساء بن المغيرة اجتمعن في دار يبكين على خالد بن الوليد، فقال عمر: وما عليهن أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة. وذكر محمد بن سلام قال: لم تبق «1» امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتّها على قبر خالد بن الوليد، يقول: حلقت رأسها. انتهى.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «الغريبين» نقع: أي شقّ الجيوب. قال المرار الفقعسي «2» :
نقعن جيوبهنّ علي حيّا
…
وأعددن المراثي والعويلا
واللقلقة: الجلبة ورفع الأصوات كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت من القاف واللام.
الثانية: أصل اللّمّة: ما طال من شعر الرأس حتى يلمّ بالمنكبين؛ قاله غير واحد من اللغويين.
(1) م: لم تبك.
(2)
البيت في اللسان (نقع) وللمرار بن سعيد الفقعسي ترجمة في الشعر والشعراء: 588 والأغاني 10: 324 والسمط: 231 والخزانة 2: 193.