الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «الصحاح» (1: 295) الميراث «1» أصله موراث انقلبت الواو ياء لكسر ما قبلها، والتراث أصل التاء فيه واو، تقول ورثت أبي وورثت [الشيء] من أبي أرثه- بالكسر فيهما- ورثا ووراثة وإرثا، والألف منقلبة من الواو، ورثة، التاء عوض من الواو.
الثانية: في «الصّحاح» (1: 182) عصّب رأسه بالعصابة تعصيبا؛ وعصبة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه، وإنّما سمّوا عصبة لأنهم عصبوا به، أي أحاطوا به، فالأب طرف والابن طرف والعم جانب، والأخ جانب، والجمع العصبات.
الفصل الثاني في ذكر من قال بتوريث ذوي الأرحام وذكر أوّل من أبطل ديوان المواريث
روى الترمذيّ (3: 285) رحمه الله تعالى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: كتب عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه إلى أبي عبيدة ابن الجرّاح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
وروى أيضا رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخال وارث من لا وارث له. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وقد أرسله بعضهم، ولم يذكر فيه عن عائشة.
(1) م: ميراث.
قال أبو عيسى (3: 285- 286) : واختلف فيه أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فورّث بعضهم الخال والخالة والعمّة، وإلى هذا الحديث ذهب أكثر أهل العلم في توريث ذوي الأرحام، وأمّا زيد بن ثابت فلم يورّثهم وجعل الميراث في بيت المال. انتهى.
وقال المظفّر في كتابه المنسوب إليه: وفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين عهد المعتضد «1» بردّ الفاضل من سهام ذوي القربى على ذوي الأرحام، وأبطل ديوان المواريث. انتهى.
فائدة تاريخية:
المعتضد الذي ذكره المظفّر هو أبو العبّاس أحمد بن طلحة الموفّق بن جعفر المتوكّل بن محمد المعتصم بن هارون الرّشيد بن محمد المهديّ بن أبي جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطلب، بويع له لاحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين وتوفي ببغداد لسبع بقين من شهر ربيع الآخر، سنة تسع وثمانين ومائتين، ذكر نسبه ومدّته القاضي القضاعيّ في كتاب «الأنباء» .
(1) قارن بما ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء: 400.