الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس في ذكر سعد القرظ
رضي الله تعالى عنه في «الاستيعاب» (593) : سعد بن عائذ المؤذن: مولى عمار بن ياسر، المعروف بسعد القرظ، له صحبة، وإنما قيل له: سعد القرظ لأنه كان كلّما تجر في شيء وضع فيه، فتجر في القرظ فربح فيه، فلزم التجارة فيه. جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا بقباء.
وفي «الاشراف» عن سعد القرظ قال: كان إذا جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء يؤذّن له بلال، فجاء يوما ليس معه بلال، قال سعد: فرقيت على عذق فأذنت، فاجتمع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سعد إذا لم تر بلالا فأذّن. فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وقال: بارك الله فيك يا سعد. فأذن سعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ثلاث مرات.
في «الاستيعاب» (594) أنه كان يؤذن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء حتى نقله عمر بن الخطاب في خلافته إلى المدينة حين خرج بلال إلى الشام، فأذن له في المدينة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال إنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك بلال الأذان نقله أبو بكر رضي الله تعالى عنه إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يؤذّن فيه إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمن مالك وبعده أيضا. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «المحكم» (6: 210) القرظ: شجر يدبغ به، وقيل هو ورق السّلم. وفي «المشارق» : بفتح القاف والراء، وهو صمغ السّمر، وقيل القشر الذي يدبغ به، وبه سمي سعد القرظ لأنه كان يتجر فيه.
الثانية: الفارابي (1: 122، 191) : العذق بفتح العين وسكون الذال: النخلة،
وبكسرها وسكون الذال: الكباسة. انتهى. وفي «الصحاح» (2: 966) الكباسة بالكسر: العذق، وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب.
الثالثة: في «الصحاح» (3: 1300) وضع الرجل في تجارته، وأوضع على ما لم يسم فاعله فيها: أي خسر، ويقال وضعت في تجارتك وأنت موضوع. انتهى.
وفي «المشارق» (2: 290) دخلت المال وضيعة: أي نقص.