الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصرمة ابن الأكوع والعبد الذي فيه، ومائة السهم الذي بخيبر ورقيقه الذي فيه، والمائة التي أطعمه محمد صلى الله عليه وسلم بالوادي، تليه حفصة ما عاشت، ثمّ تولّيه ذا الرأي من أهلها، أن لا يباع ولا يشترى، ينفقه حيث يرى، من السائل والمحروم وذي القربى، ولا حرج عليه إن أكل، أو آكل أو اشترى رقيقا منه.
انتهى.
فائدة لغوية:
في «المحكم» : نفس الشيء نفاسة فهو نفيس ونافس: رفع، وأنفس الشيء:
صار نفيسا.
وقال اللحيانيّ: النّفيس والمنفس المال الذي له خطر ثم عمّ، فقال: كلّ شيء له خطر فهو نفيس ومنفس. وفي «الأفعال» لابن طريف: نفست في الشيء- بفتح النون وكسر الفاء- نفاسة: رغبت.
الفصل الثالث في ذكر أوقاف علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
في «الكامل» للمبرد (3: 106) : قال أبو نيزر: جاءني علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأنا أقوم بالضيعتين: عين أبي نيزر والبغيبغة، فقال: هل عندك من طعام؟ فقلت: طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين: قرع من قرع الضّيعة صنعته باهالة سنخة، فقال عليّ به، فقام إلى الربيع فغسل يده، ثم أصاب من ذلك شيئا، ثم رجع إلى الربيع، فغسل يديه حتّى أنقاهما، ثم ضمّ يديه كلّ واحدة منهما إلى أختها، وشرب حسى من الرّبيع، ثم قال: يا أبا نيزر إن الأكفّ أنظف الآنية، ثم مسح كفّيه على بطنه وقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله، ثم أخذ المعول وانحدر في العين، وجعل يضرب، وأبطأ عليه الماء، فخرج وقد تفضّج جبينه عرقا، فانتكف العرق عن جبينه، ثم أخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنّها عنق جزور، فخرج مسرعا فقال: أشهد الله أنّها صدقة، عليّ
بدواة وصحيفة، فعجلت بهما إليه فكتب: بسم الله الرّحمن الرّحيم: هذا ما تصدّق به عبد الله عليّ أمير المؤمنين، تصدّق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيزر، والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حرّ النار يوم القيامة، ولا تباعا ولا تورثا حتّى يرثهما الله وهو خير الوارثين، إلّا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين، فهما طلق لهما، ليس لأحد غيرهما. فركب الحسين دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار، فأبى أن يبيع وقال: إنّما تصدّق بهما أبي ليقي الله وجهه حرّ «1» النار.
فائدة لغوية:
في التعريف بأبي نيزر: لم يذكره أبو عمر ابن عبد البر، وذكره ابن فتحون فقال: أبو نيزر كان من أبناء الملوك الأعاجم، قاله محمد بن هشام.
وقال المبرّد (3: 207) صحّ عندي أنّه من ولد النّجاشيّ، رغب في الإسلام صغيرا فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم وكان معه في بيوته، فلمّا توفاه الله تعالى- صلى الله عليه وسلم صار مع فاطمة وولدها، رضي الله تعالى عنهم؛ قال:
كنت أقوم لعليّ رضي الله تعالى عنه بالضيعتين: عين أبي نيزر والبغيبغة.
فوائد لغوية في عشر مسائل:
الأولى: في «المعجم» (262) البغيبغة بضم أولها على لفظ التصغير بيائين وغينين معجمتين: ماء لعليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بينبع، اشتقاقها من قولهم: بئر بغيبغ: إذا كانت قريبة المنزع «2» تنزع بالعقال؛ قال الراجز «3» :
بغيبغ تنزع بالعقال
الثانية: في المشارق (1: 252) في تفسير الدبّاء: القرعة- بسكون الراء- وجمعها قرع كذلك. وحكى ثعلب: قرعة- بتحريك الرّاء أيضا.
(1) م: من.
(2)
م ط: المشرع.
(3)
اللسان (بغغ) .
الثالثة: في «الصحاح» (4: 1629، 1: 422، 424) الإهالة: الودك، وزنخ الدهن- بالكسر- يزنخ زنخا: تغيّر فهو زنخ، وسنخ بالكسر أيضا لغة فيه.
الرابعة: في «ديوان الأدب» (1: 413) الرّبيع: الجدول الصغير، والجدول:
النّهر الصغير.
الخامسة: في «المحكم» (3: 367) حسا الشيء حسوا وتحسّاه: بلع، قال سيبويه: التحسّي: عمل في مهلة. وقال ابن القوطية (1: 264) حسوتها: ابتلعتها جرعة بعد جرعة. وفي «الصحاح» (6: 2313) حسوت حسوة واحدة، وفي الإناء:
حسوة بالضم. وفي «للمقصور والممدود» لابن القوطية: والحسى: جمع حسوة وحسوة.
السادسة: تفضّج جبينه عرقا: أي رشح، وقد تقدّم الكلام على التّفضّج في باب من كان يكتب أموال الصدقة.
السابعة: في «الصحاح» (4: 1436) نكفت الدّمع انكفه نكفا: إذا نحّيته عن خدّك بإصبعك. انتهى.
وبفتح الكاف في الماضي، وضمّها في المستقبل، قيّده الفارابيّ.
الثامنة: في «الصحاح» (5: 2062) : والهمهمة: ترديد الصّوت في الصّدر، بين الهاء والميم.
التاسعة: في «الصحاح» (4: 1649) انثال عليه التراب: أي انصب، ويقال:
انثال عليه الناس من كل وجه: أي انصبوا.
العاشرة: في «الصحاح» (4: 1518) الطّلق- بالكسر- الحلال، يقال هو لك طلقا.