الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3- عبد الله بن حذافة
: يأتي ذكره في الباب الذي يتلو هذا أيضا، وهو باب حامل الكتاب.
4- حاطب بن أبي بلتعة
: في «الاستيعاب» (312) حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، من ولد لخم بن عديّ في قول بعضهم، يكنى أبا عبد الله، وقيل:
أبا محمد، واسم أبي بلتعة: عمرو بن راشد بن معاذ السهمي حليف قريش، ويقال: إنه من مذحج، وقيل: هو حليف للزبير بن العوام، وقيل: بل كان عبدا لعبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، فكاتبه فأدّى كتابته يوم الفتح، وهو من أهل اليمن، والأكثر أنه حليف لبني أسد بن عبد العزّى شهد بدرا والحديبية. وقد شهد الله لحاطب بن أبي بلتعة بالإيمان في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ: الآية، وذلك أن حاطبا كتب إلى أهل مكة قبل حركة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها عام الفتح يخبرهم ببعض ما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم من الغزو إليهم، وبعث بكتابه مع امرأة، فنزل جبريل بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب المرأة عليّ بن أبي طالب وآخر معه، قيل: المقداد بن الأسود، وقيل: الزبير بن العوام فأدركا المرأة بروضة خاخ.
وفي «صحيح مسلم» (2: 292) رحمه الله تعالى عن علي رضي الله تعالى عنه:
بعثنا رسول الله أنا والزبير والمقداد.
قال أبو عمر (313) فأخذا الكتاب ووقّف رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا عليه فاعتذر، وقال: ما فعلته رغبة عن ديني، فنزلت فيه آيات من صدر الممتحنة، وأراد عمر بن الخطاب قتله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنه قد شهد بدرا
…
» الحديث، انتهى.
وفي «صحيح مسلم» (2: 262) رحمه الله تعالى أن حاطبا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعجل عليّ يا رسول الله، إنّي كنت امرءا ملصقا في قريش- قال سفيان: كان حليفا لهم، ولم يكن من أنفسها- وكان ممن كان معك من
المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون فيها قرابتي، ولم أفعله كفرا، ولا ارتدادا عن ديني، ولا رضى بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق، فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال: إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
وفي «الاستيعاب» (315) عن حاطب بن أبي بلتعة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية فجئت بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلني في منزله، وأقمت عنده ليالي ثم بعث إليّ وقد جمع بطارقته فقال: إني سأكلّمك بكلام أحبّ أن تفهمه مني، فقال: قلت: هلمّ، قال:
أخبرني عن صاحبك أليس نبيا؟ قلت: بلى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلدته إلى غيرها؟
فقلت له: فعيسى بن مريم أتشهد أنه رسول الله؟ فما له حيث أخذه قومه فأرادوا صلبه أن لا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله في السماء «1» الدنيا؟
قال: أحسنت، أنت حكيم جاء من عند حكيم، هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد، وأرسل معك من يبلّغك إلى مأمنك، قال: فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جوار منهن أمّ إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرى وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي جهم بن حذيفة العدوي، وأخرى وهبها لحسان بن ثابت الأنصاري، وأرسل إليه بثياب وطرف من طرفهم. ومات حاطب سنة ثلاثين بالمدينة، وهو ابن خمس وستين سنة، وصلّى عليه عثمان. انتهى.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «ديوان الأدب» (2: 32) أبو بلتعة من كنى الرجال بفتح الباء والتاء وسكون اللام على وزن فعللة.
(1) م ط: سماء.