الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى عنها قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة رضي الله تعالى عنها فقال: ألا تعلّمين هذه رقية النملة كما علّمتها الكتابة؟ انتهى.
فوائد لغوية في أربع مسائل:
الأولى: في «الصحاح» (6: 2461) قريت الضيف قرى مثل قليته قلى، وقراء:
إذا أحسنت إليه- إذا كسرت القاف قصرت وإذا فتحت مددت- والمقرى إناء يقرى فيه الضيف، والجفنة مقراة.
الثانية: في «الصحاح» (6: 2239) المعتوه: الناقص العقل، وقد عته.
الثالثة: في «الديوان» (1: 276) : الأنشوطة بضم الهمزة وسكون النون: عقدة يسهل انحلالها. وفي «الصحاح» (3: 1164) : نشطت الحبل أنشطه نشطا: عقدته أنشوطة، وأنشطته: حللته، ويقال: كأنما أنشط من عقال.
الرابعة: في «الديوان» (1: 145) النملة- بفتح النون وسكون الميم- واحدة النمل وهي قروح. وفي «الصحاح» (5: 1836) النمل بثور صغار مع ورم يسير ثم تتقرّح فتسعى وتتّسع، ويسميها الأطباء: الذّباب.
الفصل الرابع في ذكر رقية لبعض العربيات نقلتها من خط الحافظ أبي علي الغساني
حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد قال، حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسلم بن قتيبة قال: سمعت أعرابية بالحجاز فصيحة ترقي رجلا من العين فقالت: أعيذك بكلمات الله التامة، التي لا تجوز عليها هامة، من شرّ الجنّ ومن شر الإنس عامة، وشرّ النظرة اللامة، أعيذك بمطلع الشمس، من شر ذي مشي همس، وشرّ ذي نظر خلس، وشرّ ذي قول دسّ، ومن شرّ الحاسدين والحاسدات، والنافسين والنافسات، والكائدين والكائدات، نشرت عليك بنشرة نشار، على رأسك ذي الأشعار، وعن عينيك
ذواتي «1» الأشفار، وعن فيك ذي المحار، وظهرك ذي الفقار، وبطنك ذي الأسرار، وفرجك ذي الأستار، ويديك ذواتي الأظفار، ورجليك ذواتي الآثار، وذيلك ذي الغبار، وعنك فضلا وذا إزار، وعن بيتك فرجا وذا أستار، رششت بماء بارد نارا، وعينين وأشفارا، وكان الله لك جارا.
قال ابن قتيبة: المشي الهمس: الوطء الخفيّ، والنّظر الخلس: هو الذي يختلس ساعة بعد ساعة، والقول الدّسّ: هو الذي يدسّ ويحتال فيه حتى يذيع القبيح، النافسون والنافسات: هم العائنون، والمحار: جمع محارة، الحنك؛ والفقار: خرز الظهر واحدتها فقارة، وهي الفقر أيضا، الواحدة فقرة، والفضل الذي عليه ثوب واحد، يقال امرأة فضل إذا لم يكن عليها إلا ثوب واحد، وامرأة حسنة الفضلة، والأسرار في البطن: التكسر، وأسرار الجبهة: الخطوط فيها، وكذلك أسرار الوجه وجمعها أسرّة. والبيت الفرج: المفتوح الذي لا ستر عليه ولا باب مغلق، يقال باب فتح وفرج، ومنه قيل رجل فرج إذا كان لا يكتم سرّه، كأنه منفرج عن السرّ غير منضمّ عليه. وقال الحربي: هامّة واحدة الهوامّ نحو الحية والعقرب، وقال غيره: النظرة اللامّة: إنما هذا على الاتباع لما قبله، ووجهه الملمة، كما قيل:
سكة مأبورة ومهرة مأمورة، ومأزورات غير مأجورات، وقيل هو على النسب أي ذات لمم كما قالوا همّ ناصب. انتهى.
تنبيه:
أبو عمر أحمد بن محمد الذي روى عنه أبو علي الغساني هو ابن الحذاء «2» أحد شيوخه، وهو الذي ألف في التعريف برجال «الموطأ» .
(1) ر: ذوات (حيثما وردت في النص) .
(2)
أحمد بن محمد بن يحيى المعروف بابن الحذاء قرطبي جلا عن بلده في الفتنة وسكن سرقسطة وتقلد القضاء بمدينة طليطلة ثم بدانية وأخيرا عاد إلى بلده، وكانت وفاته سنة 467 باشبيلية (الصلة: 65) قلت: ووالد جده هو أيضا أحمد بن محمد وكنيته أبو عمر كما ذكر ابن الفرضي 1: 46.