الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني في ذكر من كان بزازا في زمان النبيّ صلى الله عليه وسلم من كبار الصحابة
رضوان الله تعالى عليهم «1»
1- فمنهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان
رضي الله تعالى عنه: قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى في «المعارف» (575) في صنائع الأشراف: كان عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بزازا. وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1040) : جهز عثمان رضي الله تعالى عنه جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا، وأتمّ الألف بخمسين فرسا، وكان جيش العسرة في غزاة تبوك. وعن قتادة قال: حمل عثمان رضي الله تعالى عنه على ألف بعير وسبعين فرسا. انتهى.
تنبيه:
ذكرت هذه القصة هنا إشعارا بكثرة ما اكتسب أمير المؤمنين عثمان رضي الله تعالى عنه من المال بحرفته البزازة، إذ لم يكن رضي الله تعالى عنه يحترف بغيرها.
2- ومنهم طلحة بن عبيد الله
رضي الله تعالى عنه: ذكر ابن قتيبة رحمه الله تعالى في «المعارف» (575) في صنائع الأشراف: كان طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه بزازا. وذكر ابن عبد البر (764) عن موسى بن عقبة، وابن إسحاق عن ابن شهاب: لم يشهد طلحة بدرا، وقدم من الشام بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه، فقال له
(1) من تجار البز أيضا سويد بن قيس العبدي وعبد الرّحمن بن عوف، وهناك ما يفيد أنه كان للبزازين سوق بالمدينة على عهد الرسول (التراتيب 2: 32- 33) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك سهمك، قال: وأجري يا رسول الله؟ قال:
وأجرك.
قال أبو عمر: وقال الزبير بن بكار: كان طلحة بن عبيد الله بالشام في تجارة حيث كانت وقعة بدر، وكان في المهاجرين الأولين، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، فلما قدم قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك.
وذكر الزبير أنه سمع سفيان بن عيينة يقول: كانت غلة طلحة بن عبيد الله ألفا وافيا كل يوم، قال: والوافي وزنه وزن الدينار، وعلى ذلك وزن دراهم فارس التي تعرف بالبغليّة. انتهى.
فائدة لغوية:
في «المحكم» : البز: الثياب، والبزاز: بائع البز، وحرفته البزازة. وقال الجوهري (2: 862) : البز من الثياب: أمتعة البزاز. وفي «ديوان الأدب» (3: 6) البز:
بفتح الباء، متاع البزاز.
تنبيه:
قد تقدم ذكر أمير المؤمنين عثمان وذكر طلحة رضي الله تعالى عنهما فيما تقدم من الكتاب فأغنى عن إعادة ذلك هنا.