الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثلاثون في القابلة
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «الاستيعاب» (54) عند ذكر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر الزبير عن أشياخه أن أم إبراهيم مارية ولدته بالعالية في المال الذي يقال له اليوم «مشربة إبراهيم» بالقف، وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أبي رافع، فبشر أبو رافع به النبي صلى الله عليه وسلم فوهب له عبدا.
قال أبو عمر (54) ولدته مارية القبطية في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة. انتهى.
وقال أبو عمر أيضا في «الاستيعاب» (1862) في كتاب النساء في باب سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب يقال لها مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم بنيه، وسلمى هذه هي التي قبلت إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قابلة بني فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي غسلت فاطمة رضي الله تعالى عنها مع زوجها علي ومع أسماء بنت عميس رضي الله تعالى عنهم. وشهدت سلمى هذه خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «الأفعال» لابن طريف قبل الشيء على فعل بكسر الباء: أخذه.
وفي «الغريبين» في الحديث: رأيت عقيلا يقبل غرب زمزم أي يتلقاها فيأخذها، يقال قبلت الدلو أقبلها، وفي «المحكم» والقابل الذي يقبل الدلو، قال زهير «1» :
[من البسيط]
وقابل يتغنّى كلّما قدرت
…
على العراقي يداه قابلا دفقا «2»
وقبلت القابلة الولد قبالة كما يقبل المستقي الغرب وهي قابلة المرأة وقبيلها، قال الشاعر:[من الطويل]
كصرخة سلمى أسلمتها قبيلها «3»
الثانية: في «المشارق» (2: 108- 109) : العالية: وعوالي المدينة كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمائرها فهي العالية، وما كان دون ذلك من جهة تهامة فهي السافلة، والعوالي من المدينة على أربعة أميال وقيل ثلاثة، هذا حدّ أدناها، وأبعدها ثمانية أميال.
الثالثة: في «المشارق» (2: 199) : القف بضم القاف: واد من أودية المدينة عليه مال.
(1) ديوان زهير: 40 واللسان (قبل) .
(2)
العراقي: الخشبتان كالصليب على الدلو.
(3)
البيت في اللسان (قبل) وصدره: أصالحكم حتى تبؤوا بمثلها، وروايته كصرخة حبلى.