الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث في صاحب السر
من «تاريخ بغداد» (1: 161- 162) للخطيب: حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه: كان صاحب سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقربه منه وثقته به وعلوّ منزلته عنده.
روى «النسائي» «1» رحمه الله تعالى عن علقمة قال: قدمت الشام فدخلت مسجد دمشق، فصلّيت ركعتين ثم قلت: اللهم أرزقني جليسا صالحا، فجلست إلى أبي الدرداء، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق، فقال: كيف كان يقرأ عبد الله: واللّيل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى والذكر والأنثى قلت: هكذا كان يقرؤها عبد الله، فقال أبو الدرداء: هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال: فيكم الذي أجير من الشيطان وفيكم الذي يعلم السرّ لا يعلمه غيره، يعني حذيفة. انتهى.
تنبيه:
سيأتي ذكر حذيفة رضي الله تعالى عنه في باب كاتب الجيش فيما يأتي من هذا الكتاب، وذكر نسبه وأخباره، إن شاء الله تعالى.
وذكر ابن قتيبة في كتاب «عيون الأخبار» (1: 19) بسنده عن الشعبي عن عبد الله بن عباس «2» : قال، قال لي أبي: يا بني إني أرى أمير المؤمنين يستخليك
(1) لا يرد هذا في المطبوع من النسائي، لأن المطبوع يمثل المجتبى من السنن، فأما السنن كاملة فإني لم أجدها مطبوعة؛ وقارن بما ورد عند البخاري 5: 31- 32.
(2)
نصيحة العباس لابنه وردت أيضا في أخبار الدولة العباسية: 120 والكامل للمبرد 1: 265، 2: 312 وأنساب الأشراف 3: 51 والعقد 1: 9 والزهرة 2: 264 ونثر الدر 1: 404 وبهجة المجالس 1: 343، 402، 458 وكتاب الآداب: 28 ولباب الآداب: 15 والتذكرة الحمدونية 1: 103 وربيع الأبرار. 1: 496 وسراج الملوك: 203 وبرد الأكباد: 114 ونهاية الأرب 6: 16 وغرر الخصائص: 441 وعين الأدب والسياسة: 154 والمستطرف 1: 89.
ويستسرّك ويستفهمك ويقدمك ويفضلك على الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني أوصيك بخلال ثلاث: لا تفشينّ له سرا، ولا يجرّبنّ عليك كذبا، ولا تغتابنّ عنده أحدا. قال الشعبي، قلت لابن عباس: كلّ واحدة خير من ألف، قال: أي والله ومن عشرة آلاف.
فائدة لغوية:
في «الصحاح» (2: 683) أسررت الشيء: كتمته، وأسرّ إليه حديثا، أي أفضى، وسارّه في أذنه مسارّة وسرارا، وتسارّوا أي تناجوا، والسرّ: الذي يكتم.