الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لي بمكة: أنا أقتلك، فو الله لو بصق عليّ لقتلني. فمات عدو الله بسرف وهم قافلون به «1» إلى مكة. انتهى.
فائدتان لغويتان:
الأولى: الثّواء: الإقامة بثاء مثلثة، قال الزبيدي: يقال ثوى يثوي ثواء: أقام ويقال للمقبور: قد ثوى. انتهى. ولعنترة [من الكامل] :
طال الثواء على رسوم المنزل «2»
وقال الفارابي (4: 89، 109) في باب فعل بالكسر يفعل بالفتح- ثوى المكان- أي أقام، وأثوى لغة فيه وأنشد:[من الكامل]
أثوى وقصّر ليله ليزوّدا «3»
وقال ابن طريف: ثوى بالمكان وأثوى، وثوى القتيل في مصرعه والميت في قبره، وأثواني فلان: أنزلني قاله في باب فعل وأفعل معتلا بالياء في لامه باتفاق معنى واختلافه.
الثانية: الشعراء: ذباب أزرق، قاله ابن القوطية.
المسألة الثالثة: في ذكر القسيّ والجعاب:
في «مختصر السير» لابن جماعة: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ستّ قسيّ: الزوراء، والروحاء، والصفراء من نبع، والبيضاء من شوحط، وقوس من نبع أيضا تدعى الكتوم لانخفاض صوتها إذا رمى بها، انكسرت يوم أحد، وأخذها قتادة بن النّعمان الظّفري، وقوس من نبع أيضا تدعى السواد. وكانت له جعبة تسمى «الجمع» وتسمى «الكافور» .
قال ابن إسحاق في «السير» (2: 82) رحمه الله تعالى في أخبار يوم أحد:
(1) به: سقطت من م.
(2)
عجزه: بين اللكيك وبين ذات الحرمل (ديوانه: 246) .
(3)
هو صدر بيت للأعشى وعجزه، فمضت وأخلف من قتيلة موعدا.
حدثني عاصم بن عمر «1» بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقّت سيتها فأخذها قتادة بن النعمان وكانت عنده. انتهى.
فوائد لغوية في ثماني مسائل:
الأولى: في «الصحاح» (2: 673) يقال للقوس: زوراء: لميلها، والزور بالتحريك: الميل.
الثانية: لم أحفظ في تسمية القوس روحاء شيئا، ويحتمل أن يكون من الرّوح: وهو سعة الخطو، يراد بذلك بعد موقع سهمها. قال في «جامع اللغات» :
الرّوح سعة الخطو، يقال منه: يعبر أروح من الرّوح، ومنه قول ذي الرّمة «2» :
[من الطويل]
ورجل كظلّ الذّئب ألحق سدوها
…
وظيف أمرّته عصا الساق أروح
«3» الثالثة: الصفراء والبيضاء سميتا بذلك لألوانهما.
الرابعة: في «الصحاح» (5: 2019) الكتوم: القوس التي لا شقّ فيها. وفي «فقه اللغة» : الكتوم التي لا ترنّ «4» يقال أرنت القوس: إذا صوّتت.
الخامسة: في «الصحاح» (1: 482) السّداد بالفتح: الصواب والقصد من القول والعمل، وأمر سديد وأسدّ أي قاصد، وقد استد أي استقام، قال الشاعر:
أعلّمه الرّماية كلّ حين
…
فلما استدّ ساعده رماني
«5»
(1) م: عمرو.
(2)
ديوان ذي الرمة 2: 1219.
(3)
كظل الذئب أي لا ترى من شدة سرعتها (يصف الناقة) ؛ السدو: الخطو، الوظيف: ما فوق الرسغ إلى مفصل الساق؛ عصا الساق: عظمها، أمرّته: فتلته؛ والرّوح: اتساع في الرجلين.
(4)
في فقه اللغة: الكتوم التي لا شق فيها.
(5)
يتنازع هذا البيت عدد من الشعراء فهو ينسب إلى معن بن أوس وإلى مالك بن فهم الأزدي وإلى عقيل بن علفة (انظر اللسان: سدد، وديوان معن: 72 والبيان والتبيين 3: 231 وحماسة الخالديين 1: 121 والحماسة البصرية 1: 36 والتمثيل والمحاضرة: 66 ونهاية الارب 3: 70) .