الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع عشر في الرجل يتولى حراسة أبواب المدينة في زمن الهرج
هذه العمالة لم أجد عليها نصا أنها كانت في زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم لكنها تتخرّج من حديث حراسة سعد رضي الله تعالى عنه، النبيّ صلى الله عليه وسلم في المدينة بالليل.
وقد أمر بها الصدّيق رضي الله تعالى عنه. ذكر أبو الفرج الجوزي رحمه الله تعالى في كتاب «كشف مشكل الصحيحين البخاري ومسلم» رحمهما الله تعالى، في الكلام على مسند حديث أبي هريرة: كان طليحة بن خويلد قد ادّعى النبوة في بني أسد، وكان يقال له ذو النون، لأن الذي يأتيه ذو النون، واجتمعت عليه العرب وأرسلوا وفودا أن يقيموا الصلاة ويعفوا من الزكاة. فصعد أبو بكر المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن الله توكل بهذا الأمر فهو ناصر من لزمه، وخاذل من تركه، وإنه بلغني أن وفودا من وفود العرب قدموا يعرضون الصلاة ويأبون الزكاة، ألا إنهم لو منعوني عقالا مما أعطوه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع فرائضهم ما قبلته، ألا برئت الذمة من رجل من هؤلاء الوفود أخذ بعد يومه وليلته بالمدينة. فتواثبوا يتخطّون رقاب الناس حتى ما بقي في المسجد منهم أحد، ثم دعا نفرا فأمرهم بأمره: فأمر عليا بالقيام على نقب من أنقاب المدينة، وأمر الزبير بالقيام على نقب آخر، وأمر طلحة بالقيام على نقب آخر، وأمر عبد الله بن مسعود بعسس ما وراء ذلك بالليل والارتباء نهارا، وجدّ في أمره وقام على ساق رضي الله تعالى عنه.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «الغريبين» في حديث أبي بكر رضي الله تعالى عنه لو منعوني
عقالا مما أدوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه: يعني صدقة عام، يقال أخذ منهم عقال هذا العام: إذا أخذ صدقته، وقيل: أراد الحبل الذي كانت تعقل به الفريضة التي كانت تؤخذ في الصدقة.
الثانية: الفرائض جمع فريضة، والفريضة: الناقة تؤخذ في الصدقة أو في الدية، وفي «المشرع الروي» : سميت فريضة لأنها مقدّرة في الدية أو واجبة فيها.
تنبيه:
قول أبي بكر رضي الله تعالى عنه في هذا الحديث: لو منعوني عقالا مما أعطوه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع فرائضهم يبيّن أنه لم يرد إلا العقال الذي هو الحبل على جهة التأكيد والمبالغة.
الثالثة: في «المشارق» (2: 23) قوله صلى الله عليه وسلم: على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الدجّال ولا الطاعون. وفي بعض الحديث: «نقاب» بكسر النون، وكلاهما جمع نقب، وإن كان فعل لا يجمع على أفعال إلا نادرا. قال ابن وهب: يعني مداخل المدينة وهي أبوابها وفوهات طرقها التي تدخل منها إليها، كما جاء في الحديث الآخر: على كلّ باب منها ملك.
تكملة لهذه الفائدة: قول ابن وهب: «فوهات طرقها» قال الجوهري (6: 2245) : يقال: قعد «1» على فوهة الطريق وأفواه الأزقة والأنهار، واحدتها فوّهة بتشديد الواو.
(1) الصحاح: أقعد.