الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد ابن إسحاق في «السير» (2: 471) في أشعار يوم حنين لضمضم بن الحارث «1» السّلميّ: [من الكامل]
إذ لا أزال على رحالة نهدة
…
جرداء تلحق بالنّجاد إزاري
يوما على أثر النّهاب وتارة
…
كتبت مجاهدة مع الأنصار
فائدة لغوية:
في «المحكم» : الجيش: الجند، وقيل: جماعة الناس في الحرب، والجمع جيوش. وفي «الصحاح» (3: 999) يقال: جيّش فلان أي جمع الجيوش، واستجاشه أي طلب منه جيشا. وفي «الأفعال» لابن طريف: جاش الماء: ارتفع، وكذلك حركة القوم، ومنه الجيش.
الفصل الثاني في ذكر من تولّى ذلك في عهده عليه السلام
قد ثبت في الحديث الذي تقدم عن البخاري رحمه الله تعالى أن ممن تولى ذلك حذيفة بن اليمان، رضي الله تعالى عنه.
من «الاستيعاب» (334) : حذيفة بن اليمان، يكنى أبا عبد الله، واسم اليمان حسيل بن جابر، واليمان لقب، وهو حذيفة بن حسل، ويقال: حسل، ويقال حسيل- قاله في اسم والده- ابن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس- العبسي القطعي من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار. وإنما قيل لأبيه حسيل: اليمان، لأنه من ولد اليمان: جروة بن الحارث، وكان جروة بن الحارث يقال له اليمان، وإنما سمي اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه: اليمان، لأنه حالف اليمانية. شهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان
(1) م: حارث.
أحدا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين، فتصدّق ابنه حذيفة بديته على من أصابه من المسلمين.
قلت: قاله في اسم والده، وذكره ابن إسحاق في «السير» أيضا.
وقال أبو الفرج الجوزي رحمه الله تعالى في «الصفوة» (1: 249) في سبب غيبته عن حضور بدر قال: خرج حذيفة وأبوه فأخذهما كفار قريش فقالوا: إنكما تريدان محمدا، فقالا: ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منهما عهدا ألا يقاتلا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأن ينصرفا إلى المدينة، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه وقالا: إن شئت قاتلنا معك فقال: بل تفيان ونستعين بالله عليهم، ففاتهما بدر وشهد حذيفة أحدا وما بعدها.
قال أبو عمر: كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينظر إلى قريش، فجاءه بخبر رحيلهم، وهو معروف في الصحابة بصاحب سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان عمر يسأله عن المنافقين، وينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر.
مات حذيفة سنة ستّ وثلاثين «1» بعد قتل عثمان في أول خلافة عليّ، وقيل سنة خمس وثلاثين، والأول أصحّ، وكان موته بعد أن أتى نعي عثمان إلى الكوفة، ولم يدرك الجمل.
وفي «تاريخ بغداد» (1: 162) للخطيب: ولّاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما المدائن، فأقام بها إلى حين وفاته سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان بأربعين ليلة.
(1) ط: سنة ثلاث وثلاثين، وعلّق عليه بهامش النسخة من اسمه أحمد الصديق: هذا تخليط عجيب لا يدرى أمن المؤلف أم من غيره فعثمان مات سنة 35
…
الخ.