الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث في ذكر وسم الدواب
روى مسلم (2: 164) رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه.
وروى مسلم (2: 164) رحمه الله تعالى أيضا عن جابر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ عليه حمار قد وسم في وجهه، فقال: لعن الله الذي وسمه.
وروى مسلم (2: 164) رحمه الله تعالى أيضا أن ناعما أبا عبد الله مولى أم سلمة رضي الله تعالى عنها حدّث أنه سمع ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول: ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوم الوجه فأنكر ذلك. قال:
فو الله لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه، فأمر بحمار له فكوي في جاعرتيه فهو أول من كوى الجاعرتين. انتهى.
فوائد لغوية في ست مسائل:
الأولى: في «الصحاح» (5: 2051) وسمه وسما وسمة إذا أثر فيه بسمة وكيّ، والهاء عوض من الواو، والميسم المكواة، وأصل الياء واو فإن شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ وإن شئت مواسم على الأصل.
الثانية: في «الصحاح» (4: 1581) حنكت الصبيّ وحنّكته: إذا مضغت تمرا أو غيره ثم دلكته بحنكه، والصبي محنوك أو محنّك.
الثالثة: الخميصة: في «المشارق» (1: 240)، قال الأصمعي: هي كساء من صوف أو خزّ معلمة، وقال غيره «1» : كساء مربّع له علمان. وقال الجوهري «2» (1038) كساء رقيق أصفر أو أحمر أو أسود، وفي الحديث ما يفسر قول الأصمعي قوله خميصة لها أعلام.
(1) المشارق: قال أبو عبيدة.
(2)
الذي قاله الجوهري: الخميصة كساء مربع له علمان.
الرابعة: قوله جونية: حكى القاضي رحمه الله في «المشارق» (1: 166) و «الإكمال» في ضبطها ثمانية أوجه نقلت منها هنا ثلاثة لظهور معانيها. وتركت خمسة ومن أحبّ الوقوف عليها ينظرها هنالك.
الوجه الأول: جونية بفتح الجيم كأنها منسوبة إلى بني الجون من الأزد وإليهم ينسب الجونيون؛ كذا لابن الحذاء منسوبة إلى بني الجون أو إلى لونها من السواد أو البياض أو الحمرة، والعرب تسمي كلّ واحد من هذه الألوان جونا.
الوجه الثاني: حريثية- بضمّ الحاء المهملة بعدها راء- قيل هي منسوبة إلى حريث رجل من قضاعة، آخره ثاء مثلثة.
الوجه الثالث: في رواية العذري «1» حوتنيّة- بفتح الحاء المهملة وواو ساكنة بعدها ثم تاء باثنتين فوقها مفتوحة ثم بعدها نون مكسورة ثم ياء مشددة- قيل:
معناها مكفوفة الهدب. انتهى.
الخامسة: في «المحكم» المربد: محبس الإبل، ومربد التمر: جرينه الذي يوضع فيه بعد الجداد لييبس.
السادسة: في «الصحاح» (2: 615) الجاعرتان: موضع الرقمتين من است الحمار. قال الأصمعي: وهما حرفا الوركين المشرفان على الفخذين؛ قال كعب بن زهير يصف الحمار والأتن «2» : [من المتقارب]
إذا ما انتحاهنّ شؤبوبه
…
رأيت لجاعرتيه غضونا
«3»
(1) العذري: هو أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس المعروف بابن الدلائي من أهل المرية رحل إلى المشرق واعتنى بالحديث وروايته وضبطه، وكانت وفاته سنة 470 (الصلة: 69- 70) .
(2)
ديوان كعب: 103 وأدب الكاتب: 34.
(3)
انتحاهن شؤبوبة: سلط عليهن (أي على الأتن) حدته ودفعته بهن، والغضون: آثار وكدوح من عضهن.