الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدتان لغويتان:
الأولى: التجسس بالجيم، والتحسس بالحاء، قال القاضي في «المشارق» (1: 160) : قيل: هما بمعنى متقارب وهو البحث عن بواطن الأمور.
وقيل: الأولى التي بالجيم: إذا تجسس بالخبر والقول والسؤال عن عورات الناس وأسرارهم أو ما يعتقدونه أو يقولونه فيه أو في غيره. والثانية التي بالحاء إذا تولّى ذلك بنفسه وتسمّعه بأذنه. وقال ثعلب: بالجيم: إذا طلبه لغيره، وبالحاء إذا طلبه لنفسه. وقيل: التجسس بالجيم في الشر والتحسّس بالحاء في الخير.
الثانية: في «المحكم» (2: 180) العين: الذي يبعث ليتحسس الخبر. وبعثنا عينا يعتاننا، ويعتان لنا أي يأتينا بالخبر.
الفصل الثاني في ذكر أنسابهم وأخبارهم
رضي الله تعالى عنهم
1- طلحة بن عبيد الله
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (764) :
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، يكنى أبا محمد، يعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض. قال موسى بن عقبة وابن إسحاق عن ابن شهاب: لم يشهد طلحة بدرا وقدم من الشام بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك سهمك، قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك. وقال الواقدي: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج من المدينة إلى بدر طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتحسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة فقدماها يوم وقعة بدر، فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهميهما وأجريهما.
قال أبو عمر (765) : شهد أحدا وما بعدها. قال الزبير وغيره: وأبلى طلحة
يوم أحد بلاء حسنا، ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه واتقى عنه النبل بيده حتى شلّت إصبعه وضرب الضربة في رأسه.
وروى البخاري (5: 125) رحمه الله عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شلّت.
قال أبو عمر (765) ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهض يوم أحد ليصعد صخرة وكان ظاهر بين درعين فلم يستطع النهوض، فاحتمله طلحة بن عبيد الله فأنهضه حتى استوى عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة. ثم شهد طلحة المشاهد كلها، وشهد الحديبية، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة رضوان الله تعالى عنهم.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إليه فقال: من أحبّ أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة. ثم شهد طلحة بن عبيد الله الجمل محاربا لعليّ رضي الله تعالى عنهما فزعم بعض أهل العلم أن عليا دعاه فذكّره أشياء من سوابقه وفضله، فرجع طلحة عن قتاله على نحو ما صنع الزبير، فاعتزل في بعض الصفوف فرمي بسهم فقطع من رجله عرق النّساء، فلم يزل دمه ينزف حتى مات. ويقال إن السهم أصاب ثغرة نحره، ولا يختلف العلماء الثقات أن مروان قتل طلحة يومئذ وكان في حزبه.
وعن ابن سيرين قال: رمي طلحة بسهم فأصاب ثغرة نحره، قال: فأقرّ مروان أنّه رماه. وعن قيس بن أبي حازم قال: رمى مروان بن الحكم يوم الجمل طلحة رضي الله تعالى عنه بسهم في ركبته قال: فجعل الدم يسيل فإذا أمسكوه استمسك، وإذا أرسلوه سال: قال: فقال: دعوه، قال: وجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت ركبته، فقال: دعوه فإنما هو سهم أرسله الله، قال: فمات فدفنّاه على شاطىء الكلّاء.
قال أبو علي الغساني: الكلّاء: محبس السفن، ذكره أبو علي البغدادي في باب فعّال من «الممدود» .