الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع عشر في الرجل يمنع الناس من المنازعة واللغط في المسجد
روى الترمذي (1: 202) رحمه الله تعالى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تناشد الأشعار في المسجد، وعن البيع والشراء فيه، وأن يتحلّق الناس يوم الجمعة قبل الصلاة. انتهى.
وروى «1» مسلم (1: 157) رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع رجلا ينشد ضالّة في المسجد فليقل: لا ردّها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا.
وروى النسائي «2» رحمه الله تعالى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم من يبتاع أو يشتري في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد ضالّة في المسجد فقولوا: لا ردّها الله عليك. انتهى.
وروى البخاري (1: 127) رحمه الله تعالى عن السائب بن يزيد قال: كنت نائما «3» في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئت بهما، قال: من أنتما؟ أو من أين أنتما؟
قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
(1) سقطت هذه الفقرة من م.
(2)
انظر النهي عن البيع ونشدان الضالة في النسائي 2: 47، 48.
(3)
البخاري: قائما.
وفي «الموطأ» (121) لمالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بنى رحبة في ناحية المسجد تسمى: البطيحاء وقال: من كان يريد أن يلغط أو ينشد شعرا أو يرفع صوته فليخرج إلى هذه الرحبة.
وفي «الاستيعاب» (811) : كان العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية رئيسا في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام، والسقاية في الجاهلية، فالسقاية معروفة، وأما العمارة فإنه كان لا يدع أحدا يستب في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجرا فحملهم على عمارته في الخير، لا يستطيعون لذلك امتناعا، لأنه كان ملأ قريش قد اجتمعوا وتعاهدوا على ذلك، فكانوا أعوانا له، وسلّموا ذلك إليه. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: في «المحكم» أنشد الشعر، وهم يتناشدون: ينشد بعضهم بعضا، والنشيد: الشعر، فعيل بمعنى مفعل، والنشيد من الأشعار: ما يتناشد، وأنشد بهم: هجاهم.
المسألة الثانية: في «المشارق» (2: 28) إنشاد الضالة هو تعريفها، يقال:
أنشدتها: إذا عرّفتها، فإذا طلبتها يقال: نشدتها أنشدها بضمّ الشين في المستقبل، هذا قول أكثرهم، وحكى الحربي اختلاف أهل اللغة في الناشد والمنشد، ومن قال: إنه بعكس ما قيّدناه من أن الناشد: المعرّف، والمنشد: الطالب، وحجة كلّ فريق في ذلك من الحديث وشعر العرب.
المسألة الثالثة: قوله: فحصبني: في «الصحاح» (1: 112) حصبت الرجل أحصبه بالكسر، أي رميته بالحصباء، والحصباء: الحصى.