الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة لغوية:
في «الغريبين» البضع من الشيء: القطعة منه، والعرب تستعمل ذلك فيما بين الثلاث إلى التسع، والبضع والبضعة واحد، ومعناهما: القطعة من العدد. وفي «الصحاح» (3: 1186) : بضع في العدد بكسر الباء، وبعض العرب يفتحها:
وهو ما بين الثلاث إلى التسع، تقول: بضع سنين، وبضعة عشر رجلا، وبضع عشرة امرأة، فإذا جاوزت لفظ العشر ذهب البضع لا تقول: بضع وعشرون. انتهى.
قلت: قد جاء ذلك في الحديث الذي قبل هذا من تخريج البخاري في خبر أبي موسى.
وقال القاضي في «المشارق» (1: 96) قوله: بضعا وخمسين سورة، وبضعا وثلاثين ملكا: بكسر الباء، فقيل: البضع والبضعة، وقيل: بفتحهما أيضا ما بين ثلاثة إلى عشرة.
الفصل الثاني في ذكر أنسابهم وأخبارهم
رضي الله تعالى عنهم
1- عمرو بن أمية الضمري
رضي الله تعالى عنه: تقدم ذكره في باب الوكيل في الجزء الرابع من هذا الكتاب فأغنى عن إعادته.
2- جعفر بن أبي طالب
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (242) :
جعفر بن أبي طالب. يكنى أبا عبد الله، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم. كان جعفر أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
(243)
وعن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي يا جعفر.
(242)
وكان جعفر أكبر من علي رضي الله تعالى عنهما بعشر سنين، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين، وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين، وكان
جعفر من المهاجرين الأولين هاجر إلى أرض الحبشة، وقدم منها على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح خيبر فتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم واعتنقه وقال:
ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أبو بفتح خيبر. وكان قدوم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة، واختط له رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد.
ثم غزا غزوة مؤتة، وذلك في سنة ثمان من الهجرة، فقتل فيها، قاتل فيها رضي الله تعالى عنه حتى قطعت يداه جميعا، ثم قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء، فمن هنالك قيل له: جعفر ذو الجناحين.
(243)
روينا عن ابن عمر أنه قال: وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح، وقد روي أربع وخمسون جراحة، والأول أثبت. ولما أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على مثل جعفر فلتبك البواكي.
وعن ابن المسيب قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثّل لي جعفر وزيد وابن رواحة في خيمة من درّ، كلّ واحد منهم على سرير، فرأيت زيدا وابن رواحة في أعناقهما صدود، ورأيت جعفرا مستقيما ليس فيه صدود، قال: فسألت، أو قيل لي: إنهما حين غشيهما الموت أعرضا أو كأنهما صدّا بوجههما وأما جعفر فلا. وجعفر أول من عرقب فرسا في سبيل الله نزل يوم مؤتة إذ رأى الغلبة فقاتل حتى قتل.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطىء التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر.