الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى أبو عمر (970) أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه»
: نشدتكم الله هل تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فأيّكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: كلنا لا تطيب نفسه، ونستغفر الله.
وذكر أبو عمر (971) أيضا الحديث الذي يرويه الحسن البصري عن قيس بن عبادة قال: قال لي علي بن أبي طالب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض ليالي وأياما، ينادى للصلاة فيقول: مروا أبا بكر يصلي بالناس، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام، وقوام الدين، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، فبايعنا أبا بكر. انتهى.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «الصحاح» (2: 618) جهر بالقول: رفع به صوته، نقول منه: جهر الرجل بالضم، وإجهار الكلام: إعلانه، ورجل مجهر بكسر الميم: إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه، وقال ابن طريف: جهرت بالكلام وأجهرت.
الثانية: في «الصحاح» (5: 217) قوام الأمر بالكسر: نظامه وعماده، وقوام الأمر أيضا: ملاكه الذي يقوم به، وقد يفتح.
الفصل السادس في ذكر نبذ من أخباره ومناقبه
، رضي الله تعالى عنه قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (963) : لا يختلفون أنه، رضي الله عنه، شهد بدرا بعد مهاجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وأنه لم يكن رفيقه من الصحابة غيره، وهو كان مؤنسه في الغار إلى أن خرج معه مهاجرين، وهو أول من أسلم من الرجال في قول طائفة من أهل العلم
(1) كان رجوع
…
عنه: سقط من م.
بالسير والخبر، وأول من صدّق رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول أولئك.
وقال الشعبي: سألت ابن عباس، أو سئل أيّ الناس كان أول إسلاما؟ فقال:
أما سمعت قول حسان «1» : [من البسيط]
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
…
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها
…
بعد النبيّ وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده
…
وأول الناس منهم صدّق الرسلا
وروى مسلم رحمه الله تعالى في «صحيحه» (2: 230) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمنّ الناس عليّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوّة الإسلام، لا تبقينّ في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر.
وروى أيضا (2: 231) رحمه الله تعالى عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر فعدد رجالا. انتهى.
وفضائله، رضي الله تعالى عنه، أكثر من أن تحصى.
فائدة لغوية:
قول حسان في الصديق رضي الله تعالى عنهما: «وأول الناس منهم صدق الرسلا» في «المخصص» (13: 234- 235) لابن سيده في باب ما جاء مجموعا وإنما هو واحد في الأصل، قال الأصمعي: يقال: ألقاه في لهوات الليث، وإنما له لهاة واحدة، وكذلك: وقع في لهوات الليث؛ وقال العجاج: [من الرجز]
عودا دوين اللهوات مولجا «2»
(1) ديوان حسان 1: 125 والبيان والتبيين 3: 361 وعيون الأخبار 2: 151 والعقد 3: 284.
(2)
ديوان العجاج 2: 33 وقبله: «كأن في فيه إذا ما شحجا» يصف حمار الوحش إذا نهق فيقول كأن في فمه عودا، يريد سعة شدقه.