الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في ذكر غنم الصدقة
روى أبو داود (1: 80) رحمه الله تعالى قال، حدثنا عمرو بن عون ومسدد بسنديهما عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال مسدد: غنيمة من الصدقة، قال: يا أبا ذر ابد بها، فبدوت إلى الرّبذة. وذكر الحديث بكماله في باب الجنب يتيمّم. انتهى.
فائدة لغوية:
في «الصحاح» (6: 2278) بدا القوم بدوا: خرجوا إلى باديتهم، والبدو: البادية والنسبة إليها «1» بدوي، والبداوة الإقامة بالبادية، تفتح وتكسر، وهي خلاف الحضارة والنسبة إليها بداوي.
الفصل الثالث في ذكر أبي ذر رضي الله تعالى عنه وذكر نبذ من أخباره
في «الاستيعاب» (252، 1652) : جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري، ويقال أبو الذر، والأول أكثر وأشهر، واختلف في اسمه اختلافا كثيرا والمشهور الأكثر الأصح «2» : جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار. وكان من كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم، قديم الإسلام، يقال أسلم بعد ثلاثة، ويقال بعد أربعة، ثم رجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فصحبه إلى أن مات، ثم خرج بعد وفاة أبي بكر إلى الشام فلم يزل بها حتى ولي عثمان، ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية به وأسكنه الربذة، وكانت وفاته بالربذة سنة ثنتين وثلاثين، وصلّى عليه ابن مسعود، صادفه وهو مقبل من الكوفة مع نفر فضلاء من أصحابه، وقيل توفى سنة أربع وعشرين، والأول أصح.
(1) الصحاح: إليه.
(2)
جندب بن جنادة
…
الأصح: سقط من م.
وروى أبو عمر (256، 1655) رحمه الله تعالى بسنده عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أظلت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو ذر في أمتي على زهد عيسى بن مريم، وبعضهم يرويه: من سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
وقال علي رضي الله تعالى عنهما: وعى أبو ذر علما عجز الناس عنه ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شيئا.
وقال أبو ذر: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه إلا ذكرنا منه علما. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «المشارق» (1: 305) الربذة- بفتح الراء والباء والذال المعجمة- موضع خارج المدينة بينها وبين المدينة ثلاث مراحل، وهي قريب من ذات عرق. وفي «المعجم» (633، 636) هي التي جعلها عمر رضي الله تعالى عنه حمّى لإبل الصدقة وبها مات أبو ذر رضي الله تعالى عنه.
الثانية: في «الصحاح» (1: 339) اللهجة اللسان، وقد يحرك فيقال فصيح اللهجة واللهجة.
الثالثة: في «الصحاح» (6: 2528) الوكاء: الذي يشدّ به رأس القربة، يقال أوكى على ما في سقائه إذا شدّه بالوكاء.