الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث والاربعون في صاحب المغانم
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول في ذكر من ولي جمعها وحفظها حتى تقسم في يوم بدر
قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى في «السير» (1: 643) في أخبار يوم بدر:
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على النّفل عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار رضي الله تعالى عنه.
وكذلك نسبه أبو عمر.
وذكر ابن حزم في «الجماهر» (411- 412) : محمية بن جزء الزبيدي وقال:
ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم بدر.
وفي يوم خيبر ذكر ابن إسحاق (2: 339) رحمه الله تعالى في أخبار غزوة خيبر عمن لا يتهم عن عبد الله بن مغفّل المزنيّ رضي الله تعالى عنه قال: أصبت من فيء خيبر جراب شحم فاحتملته على عنقي إلى رحلي وأصحابي، قال: فلقيني صاحب المغانم الذي جعل عليها، فأخذ بناحيته وقال: هلمّ هذا حتى نقسمه بين المسلمين، قال قلت: لا والله لا أعطيكه، قال: فجعل يجاذبني «1» الجراب، قال:
فرآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصنع ذلك فتبسم ضاحكا ثم قال لصاحب المغانم: لا أبالك خلّ بينه وبينه، قال: فأرسله فانطلقت به إلى رحلي وأصحابي فأكلناه. انتهى.
(1) السيرة: يجابذني (وهما سواء) .
وقال ابن فتحون في كتابه «ذيل الاستيعاب» : ذكر ابن وهب بسند عن رجل من قريش قال: لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، جاع بعض الناس، فافتتحوا حصنا من حصونها، فأخذ رجل من المسلمين جراب شحم فبصر به صاحب المغانم وهو كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري فأخذه منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خلّ بينه وبين جرابه، فذهب به إلى أصحابه. انتهى.
وقال السهيلي في «الروض الأنف» (6: 560- 561) : ذكر ابن إسحاق حديث عبد الله بن مغفل ولم يذكر اسم صاحب المغانم. وروي عن ابن وهب أنه [قال] :
كان على المغانم يوم خيبر أبو السير كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري.
وكذلك قال فيه ابن بشكوال في كتابه «المعجم» : كعب بن عمرو بن زيد، فجعلوا اسم والد عمرو زيدا، وجعله ابن إسحاق وابن عبد البر في اسم ولده عبد الله بن كعب في الفصل الذي قبل هذا: عوفا. وكذلك نسب ابن حزم عبد الله بن كعب في «الجماهر» (352)، وأخاه عبد الرّحمن بن كعب فقال:
عبد الرّحمن بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أحد البكائين المذكورين في القرآن، وأخوه عبد الله بن كعب بدري. انتهى ولم يذكره أبو عمر ابن عبد البر في كتابه، وذكره ابن فتحون وغيره حسبما تقدم.
وفي يوم حنين قال القاضي محمد بن سلامة القضاعي في كتاب «الأنباء» :
كان بها من السبايا ستة آلاف ومن الإبل والغنم ما لا يدري عدده.
وروى ابن فارس «1» في كتابه «مسند الزهري» عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم سبى يومئذ ستة آلاف بين امرأة وغلام، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم أبا سفيان بن حرب. انتهى.
(1) هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي الحافظ النيسابوري يروي عنه البخاري باسم محمد بن عبد الله أو محمد بن خالد، لم يكن أحد أعلم بحديث الزهري منه، وكان ثقة صدوقا توفي سنة 358، وصنف حديث الزهري وجوده (تهذيب التهذيب 9: 511- 516) .
وذكر ابن حزم في «الجماهر» (156) : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل أبا الجهم بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي على النّفل يوم حنين.
انتهى.
وذكر ابن الأثير في كتابه «الكامل» (2: 266) في أخبار يوم حنين: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسبايا والأموال فجمعت إلى الجعرّانة وجعل عليها بديل بن ورقاء الخزاعي. انتهى.
وقال ابن إسحاق رحمه الله تعالى في «السير» (2: 459) كان على المغانم يوم حنين مسعود بن عمرو القاري «1» .
وقال ابن عبد البر (1394) : مسعود بن عمرو القاري من القارة، كان على المغانم يوم حنين، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرّانة. انتهى.
فوائد لغوية في خمس مسائل:
الأولى: في «الديوان» (2: 252) : غنم القوم بكسر النون يغنمون بفتحها. وفي «الصحاح» (4: 1999) : غنما بالضم، والغنيمة والمغنم بمعنى. وقال القزاز:
وجمع الغنيمة: غنائم، وجمع المغنم: مغانم.
وقال: وأصل الغنيمة والمغنم: الربح، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرهن:«له غنمه وعليه غرمه» : أي فضله للراهن ونقصانه عليه.
الثانية: في «الصحاح» (5: 1833) : النفل: بالتحريك: الغنيمة، والجمع الأنفال؛ قال لبيد»
: [من الرمل]
إنّ تقوى ربّنا خير نفل
(1) السيرة: الغفاري؛ وفي ط: الغابري؛ وأثبت ما في م؛ ولعل تسميته مسعود بن عمرو وهم من ابن عبد البر فقد قال ابن الكلبي في الجمهرة إن الذي استعمل على المغانم يوم حنين هو عمرو بن القاري (الإصابة 6: 91) .
(2)
ديوان لبيد: 174 وعجز البيت، وبإذن الله ريثي وعجل. والنفل: الفضل والعطية.