الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثانية: في «المحكم» الطّيلسان والطّيلسان، وأنكر الأصمعي كسر اللام، والجمع: طيالس وطيالسة، وقد تطّلست بالطيلسان وتطيلست: وهو ضرب من الأكسية.
الفصل الثاني في ذكر أنسابهم وأخبارهم
رضي الله تعالى عنهم
1- عثمان بن عفان
رضي الله تعالى عنه: تقدم ذكره في باب الرسول فأغنى عن إعادته الآن.
2- عبد الرّحمن بن عوف
رضي الله تعالى عنه:
في «الاستيعاب» (844) : عبد الرّحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري، يكنى أبا محمد، كان اسمه في الجاهلية: عبد عمرو، وقيل: عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرّحمن. ولد بعد الفيل بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وكان من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعا: هاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم قبل الهجرة، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا والمشاهد كلّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل، إلى كلب، وعممه بيده وسدلها بين كتفيه، وقال له: سر باسم الله، وأوصاه بوصاياه لأمراء سراياه، ثم قال له: إن فتح الله عليك فتزوج بنت ملكهم أو قال: بنت شريفهم؛ وكان الأصبغ بن ثعلبة بن ضمضم الكلبي شريفهم، فتزوج بنته تماضر بنت الأصبغ، فهي أم ابنه أبي سلمة الفقيه.
وعبد الرّحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه في سفره، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: عبد الرّحمن بن عوف أمين في السماء وأمين في الأرض. قال الزبير بن بكار: كان عبد الرّحمن بن عوف أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه.
وجرح رضي الله تعالى عنه يوم أحد إحدى عشرين جراحة، وجرح في رجله وكان يعرج منها. قال أبو عمر رحمه الله تعالى: كان تاجرا مجدودا في التجارة، وكسب مالا كثيرا، وخلّف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة ومائة فرس بالبقيع. وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا، فكان يدّخر من ذلك قوت أهله سنة.
وصولحت امرأته التي طلقها في مرضه من ثلث الثّمن بثلاثة وثمانين ألفا. وروى ابن عيينة أنها صولحت بذلك عن ربع الثّمن من ميراثه. وروي عنه أنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا. وعن أبي الهيّاج «1» قال: رأيت رجلا يطوف بالبيت وهو يقول: اللهم قني شحّ نفسي، فسألت عنه فقالوا: هذا عبد الرّحمن بن عوف.
وعن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل عليها عبد الرّحمن بن عوف فقال: يا أمه قد خشيت أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش كلّهم مالا، قالت:
يا بني تصدّق فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه، فخرج عبد الرّحمن فلقي عمر فأخبره بما قالت أم سلمة:
فجاء عمر فدخل عليها فقال: بالله منهم أنا؟ قالت: لا ولن أقول لأحد بعدك.
توفي عبد الرّحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه سنة إحدى وثلاثين، وقيل سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة بالمدينة. انتهى.
فوائد لغوية في أربع مسائل:
الأولى: في «الديوان» (3: 310) : دومة الجندل بفتح الدال وتضم أيضا: اسم موضع.
الثانية: المجدود بالجيم: المحظوظ أي ذو الحظ، من الجدّ بفتحها. وفي «المشارق» (1: 141) هو البخت والحظ في المال وسعة الدنيا. انتهى.
(1) هو حيان بن حصين أبو الهياج الأسدي الكوفي روى عن علي وعمار، وعده ابن حبان في الثقات (تهذيب التهذيب 3: 67) .
قلت: وضده: المحدود بالحاء المهملة. وفي «الصحاح» (1: 459) المحدود الممنوع من البخت وغيره.
وفي «الأفعال» لابن طريف: جدّ الرجل بضم الجيم جدّا، ورجل مجدود منه، وحدّ حدّا بالحاء مفتوحة: منع الرزق فهو محدود، ويقال للرامي: اللهم احدده، أي لا توفقه لإصابة. وفي «الديوان» : حدّ بالضم. انتهى.
وللشافعي رحمه الله تعالى، أنشده ابن رشيق في «العمدة» (1: 40) ما عدا البيت الأخير فهو عن غيره «1» : [من الكامل]
الجدّ يدني كلّ شيء شاسع
…
والجدّ يفتح كلّ باب مغلق
فإذا سمعت بأن مجدودا حوى
…
عودا فأورق في يديه فصدّق
وإذا سمعت بأن محدودا أتى
…
ماء ليشربه فجفّ فحقّق
وأحقّ خلق الله بالهمّ امرؤ
…
ذو همّة يبلى برزق ضيّق
ولربما عرضت لنفسي فكرة
…
فأودّ منها أنني لم أخلق
ومن الدليل على القضاء وصدقه
…
بؤس اللبيب وطيب عيش الأخرق
الثالثة: في «الصحاح» الجرف والجرف مثل العسر والعسر ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض. وفي «المعجم» (377) : قال الزبير: والجرف على ميل من المدينة. وقال ابن إسحاق: على فرسخ من المدينة.
الرابعة: في «الصحاح» (5: 1863) يقال: يا أمه لا تفعلي، ويا أبت افعل، يجعلون علامة التأنيث عوضا من ياء الإضافة، وتقف عليها بالهاء.
(1) ديوان الشافعي: 132 وطبقات السبكي 1: 304- 305.