الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن تسأليني اليوم ما شفّني
…
أخبرك قولا ليس بالكاذب
إنّ سواد العين أودى به
…
حزن على حنظلة الكاتب
مات حنظلة الكاتب في إمارة معاوية بن أبي سفيان، رضي الله تعالى عنهما. انتهى.
فائدة لغوية:
أكثم بن صيفي- بثاء مثلثة- قال محمد بن أبان بن سيّد في كتاب «الاشتقاق» : هو مشتقّ من الكثمة وهو عظم البطن. انتهى.
10- عبد الله بن سعد بن أبي سرح
: في «الاستيعاب» (918) عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامل بن لؤي القرشي ثم العامري، يكنى أبا يحيى، وحبيب بالتخفيف، قاله ابن الكلبي. وقال ابن حبيب وأبو عبيدة: حبيّب بالتشديد.
أسلم قبل الفتح وهاجر، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدّ مشركا، وصار إلى قريش بمكة، فقال لهم: إني كنت أصرّف محمدا كيف أريد، كان يملي علي «عزيز حكيم» فأقول: أو «عليم حكيم» ؟ فيقول: نعم كلّ صواب. فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله، وقتل عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة، وفرّ عبد الله بن أبي سرح إلى عثمان، وكان أخاه من الرضاعة، أرضعت أمه عثمان، فغيّبه عثمان حتى أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اطمأنّ أهل مكة، فاستأمنه له، فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال: نعم. فلما انصرف عثمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: ما صمتّ إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه، فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إليّ يا رسول الله؟
فقال: إن النبيّ لا ينبغي أن تكون له خائنة أعين.
وأسلم عبد الله بن أبي سرح أيام الفتح فحسن إسلامه، ولم يظهر عليه شيء
ينكر عليه بعد ذلك. وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء في قريش، وكان فارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم، وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في افتتاحه مصر وفي حروبه هناك كلّها.
(919)
وانتقضت الإسكندرية سنة خمس وعشرين فافتتحها عمرو بن العاص فقتل المقاتلة وسبى الذرية، فأمر عثمان أن يردّ السّبي الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذي كان لهم، ولم يصحّ عنده نقضهم، وعزل عمرو بن العاص وولّى عبد الله بن أبي سرح، وكان ذلك بدء الشرّ بين عثمان وعمرو بن العاص.
وافتتح عبد الله بن أبي سرح إفريقية من مصر سنة سبع وعشرين، وغزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين، وغزا الصواري من أرض الروم سنة أربع وثلاثين، ثم قدم على عثمان، واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو «1» العامري، فانتزى «2» محمد بن أبي حذيفة بن عتبة فخلع «3» السائب وتأمر على مصر، ورجع عبد الله بن سعد من وفادته فمنعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط، فمضى إلى عسقلان فأقام بها حتى قتل عثمان، وقيل بل أقام بالرملة حتى مات فارّا من الفتنة، ولم يبايع لعليّ ولا لمعاوية، وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية.
(920)
وذكر يزيد بن أبي حبيب وغيره أنه دعا ربّه فقال: اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح، فتوضأ ثم صلّى فقرأ في الركعة الأولى: بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية: بأم القرآن وسورة، ثم سلّم عن يمينه، وذهب يسلّم عن يساره فقبض الله روحه. وقيل إنه توفي بإفريقية، والصحيح أنه توفي بعسقلان سنة سبع وثلاثين، وقيل سنة ست وثلاثين.
(1) ط م: عمر.
(2)
ط: فاقتدى.
(3)
م: فخلف.