الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في حمى عمر
رضي الله تعالى عنه قد تقدم في الفصل الذي قبل هذا في الحديث الذي خرّجه البخاري رحمه الله تعالى أن عمر رضي الله تعالى عنه حمى السّرف والرّبذة. وذكر البكري (3: 860) حمى ضريّة وقال: إن عمر رضي الله تعالى عنه حماه وأنه أول من أحماه.
وفي «الموطأ» (707- 708)«1» عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله تعالى عنه استعمل مولى له يدعى هنيّا على الحمى، فقال: يا هنيّ اضمم جناحك عن الناس، واتّق دعوة المظلوم، فإنّ دعوة المظلوم مجابة، وأدخل ربّ الصّريمة والغنيمة، وإياك ونعم ابن عفان وابن عوف، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى المدينة، إلى زرع ونخل، وإنّ ربّ الصّريمة والغنيمة إن تهلك ماشيته يأتيني ببنيه فيقول: يا أمير المؤمنين، يا أمير المؤمنين. أفتاركهم أنا لا أبالك، فالماء والكلأ أيسر عليّ من الذهب والورق. وايم الله إنّهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم ومياههم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام. والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا. انتهى.
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام في «كتاب الأموال» (376) عن زيد بن أسلم عن أبيه نحوه، وزاد أبو عبيد: قال مالك: بلغني أنه كان يحمل في كل عام على أربعين ألفا من الظهر. انتهى.
فوائد لغوية في ست مسائل:
الأولى: في «المشارق» (2: 233) في البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه حمى السّرف والرّبذة بسين مهملة وراء مكسورة. وفي «موطأ» ابن وهب: الشّرف- بالشين المعجمة وفتح الراء- وكذا رواه بعض رواة البخاري أو أصلحه،
(1) ورد أيضا في البخاري 4: 87 وكتاب الخراج لأبي يوسف: 244 (تحقيق إحسان عباس) والأحكام السلطانية: 184.
وهو الصواب. وقال البكري: الشرف- بفتح الشين المعجمة والراء وبعده فاء «1» - وينبئك أن الشرف من الحمى ما روى الحربي وذكر بسنده عن سعيد: ما أحب أن أنفخ «2» في الصلاة وأن لي حمر الشرف، والشرف: موضع وهو هذا المذكور؛ وخصّه لجودة نعمه.
الثانية: ذكر البكري (860) حمى ضريّة وقال: أوّل من حمى هذا الحمى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لإبل الصدقة وظهر الغزاة، وهو أكبر الأحماء، وهو من ضريّة إلى المدينة وكان حماه ستة أميال من كل ناحية من نواحي ضريّة، وضريّة في أوسط الحمى، وهو بضاد معجمة مفتوحة وراء مهملة مكسورة والياء أخت الواو مشددة.
الثالثة: قد تقدم ذكر الربذة وقال البكري عند ذكر حمى ضريّة: وحمى الربذة غليظ الموطىء كثير الخلّة. وقال الأصمعي، قال جعفر بن سليمان: إذا عقد البعير شحما بالرّبذة سوفر عليه سفرتان لا تنقصان شحمه.
الرابعة: في «الغريب المصنف» : الصّرمة من الإبل ما بين العشرة إلى الأربعين.
الخامسة: في «الصحاح» (1: 69) الكلأ: العشب وسواء رطبه ويابسه، وفي «أدب الكاتب» (101)«3» الكلأ هو الرّطب، والحشيش: هو اليابس، ولا يقال له رطبا حشيش.
السادسة: في «فقه اللغة» (63) الشّبر ما بين طرف الخنصر إلى طرف الإبهام، والفتر ما بين طرف الإبهام وطرف السبّابة.
(1) زاد في المشارق: ماء لبني كلاب وقيل لباهلة.
(2)
في كراهية النفخ في الصلاة انظر الترمذي 1: 236.
(3)
في أدب الكاتب: الخلى (في موضع الكلأ) .
الجزء الثامن في سائر العمالات
وفيه عشرة ابواب