الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السادس والعشرون في اللحام وهو الجزار والقصاب أيضا
من «صحيح البخاري» (3: 76) رحمه الله تعالى، باب ما قيل في اللحام والجزار، بسنده عن أبي مسعود رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل من الأنصار يكنى أبا شعيب، فقال لغلام له قصاب: اجعل لي طعاما يكفي خمسة فإني أريد أن أدعو النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة، فإني قد عرفت في وجهه الجوع، فدعاهم فجاء معهم رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا قد تبعنا فإن شئت أن تأذن له وإن شئت أن يرجع رجع «1» ، فقال: لا بل أذنت له.
وروى البخاري (2: 210- 211) رحمه الله تعالى بسنده عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أن عليا رضي الله تعالى عنه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقوم على بدنه وأن يقسم بدنه كلّها لحومها وجلودها وجلالها ولا يعطي في جزارتها شيئا.
وروى النسائي رحمه الله تعالى بسنده عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله تعالى عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه وأن أتصدّق بلحومها وجلودها وأجلّتها وألا أعطي أجر الجازر منها، وقال: نحن نعطيه من عندنا.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «المحكم» : جزر الناقة يجزرها جزرا: نحرها وقطّعها، والجزور
(1) ان هذا
…
رجع: سقط من ر.
الناقة المجزورة، والجمع جزائر وجزر، وجزرات جمع الجمع كطرق وطرقات، والجزّار والجزّير: الذي يجزر الجزور وحرفته الجزارة، والمجزر موضع الجزر، والجزارة اليدان والرجلان والعنق لأنها لا تدخل في أنصباء الميسر، وإنما يأخذها الجزّار فخرج عن بناء العمالة وهي أجر العامل.
الثانية: العزيزي: البدن جمع بدنة وهي ما جعل في الأضحى للنحر وللنذر وأشباه ذلك، وقد تقدّم تفسير ذلك.
الثالثة: في «المحكم» : جلّ الدابة وجلّها: الذي تلبسه لتصان به، الفتح عن ابن دريد، قال: وهي لغة تميمية معروفة، والجمع جلال وأجلال، وجلال كل شيء:
غطاؤه، في «المشارق» : جلال البدن وأجلّتها: وهي الثياب التي تلبسها.