الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي «الدلائل» عن جابر عن عامر قال: أخرج إلينا علي بن حسين رضي الله تعالى عنهما درع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يمانية رقيقة ذات زرافين إذا علّقت بزرافينها انشمرت وإذا أرسلت مسّت الأرض.
قال قاسم: واحد الزرافين: زرفين وزرفين، وهو: الإبزيم.
قال ابن جماعة: وذات الوشاح، وذات الحواشي، والسغدية وقيل: إنها كانت درع داود عليه السلام التي لبسها حين قتل جالوت، وقضّة، والبتراء وسميت بذلك لقصرها، والخرنق.
2- مظاهرته صلى الله عليه وسلم بين درعين:
روى الترمذي (5: 307) رحمه الله تعالى عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه، قال: كان على النبي صلى الله عليه وسلم درعان في يوم أحد، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد طلحة تحته، وصعد النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أوجب طلحة.
قال أبو عيسى: وهذا حديث حسن غريب.
وقال ابن جماعة في «مختصر السير» : كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان: ذات الفضول وقضّة، ويوم خيبر: ذات الفضول والسّغديّة.
فوائد لغوية في ثماني مسائل:
الأولى: في «الصحاح» (3: 1206) درع الحديد مؤنثة، والجمع القليل: أدرع وأدراع، فإذا كثرت فهي الدّروع، وتصغيرها دريع بغير هاء على غير قياس.
وحكى أبو عبيدة: أن الدرع تذكر وتؤنث، قال الراجز «1» :
مقلّصا بالدّرع ذي التّغضّن
(1) هو أبو الأخزر كما في اللسان (درع) وبعد هذا الشطر: يمشي العرضنى في الحديد المتقن.
الثانية: في «الصحاح» (1: 38) الثّندوة للرجل بمنزلة الثدي للمرأة، وقال الأصمعي: هي مغرز الثّدي. قال ابن السّكيت: هي اللحم الذي حول الثّدي إذا ضممت أولها همزت فتكون فعللة، وإذ فتحته لم تهمز فيكون فعلوة مثل ترقوة.
الثالثة والرابعة: ذات الوشاح وذات الحواشي لم أقف على شيء في تسميتها بذلك. وفي «المحكم» (3: 361) الموشحة من الظباء والشاء والطير: التي لها طرتان من جانبيها، فيحتمل أن يكون في ذات الوشاح لون مخالف لسائرها فسميت به، وكذلك في حواشي ذات الحواشي وأصل الوشاح خيط فيه لونان تتوشح به المرأة، وحاشية الثوب: جانبه، ويعضد هذا الاحتمال قول ابن جماعة في المغفر الموشح:
إنه سمّي بذك لأنه وشحّ بشبه.
الخامسة: في «المحكم» (5: 250) الصّغد والسّغد- بالصاد والسين مهملتين- جبل «1» معروف.
وأنشد صاحب الحماسة (2: 128)«2» : [من الطويل]
قروم تسامى من نزار عليهم
…
مضاعفة من نسج داود والصّغد
السادسة: القضّاء من الدروع: المحكمة، ويقال الصّلبة، قال النابغة «3» :
[من الطويل]
وكلّ صموت نثلة تبّعيّة
…
ونسج سليم كلّ قضّاء ذائل
«4» ودرع قضّاء أي خشنة المسّ لم تنسحق بعد. انتهى.
هذا هو المعروف فيها بالمد، وأما درع قضة فيحتمل أن تسمى أيضا بذلك لخشونتها.
(1) جبل: كذلك ورد في م ط والمحكم؛ والأرجح أن القراءة الصحيحة هي «جيل» .
(2)
الحماسية رقم: 249 في شرح المرزوقي.
(3)
ديوان النابغة: 146.
(4)
الصموت: الدرع اللينة المتن، النثلة: السابغة، نسج سليم: أراد ونسج سليمان (وهو يعني داود) ؛ والقضاء أيضا الحديثة العمل، والذائل: الدرع الواسعة ذات الذيل.