الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال البكري في «معجم ما استعجم» (422) سمّوا بذلك لأنهم تحالفوا على جبل بمكة يقال له: حبيش- بفتح الحاء وكسر الباء- لا ينقضون ما أقام حبيش.
ذكر أنسابهم وأخبارهم رضي الله تعالى عنهم:
1- عثمان بن عفان
: هو رضي الله تعالى عنه أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي؛ قاله ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1037) قال: ويكنى أبا عبد الله وأبا عمرو، كنيتان مشهورتان له، وأبو عمرو أشهرهما، وقد قيل: إنه كان يكنى أبا ليلى. ولد في السنة السادسة بعد الفيل، هاجر إلى أرض الحبشة فارا بدينه مع زوجته رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول خارج إليها، وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة، ولم يشهد بدرا لتخلفه على تمريض زوجته رقيّة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت عليلة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتخلّف عليها وضرب له بسهمه وأجره، فهو معدود في البدريين لذلك. وأما تخلّفه عن بيعة الرضوان بالحديبية فلأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجّهه إلى مكة في أمر لا يقوم به غيره من صلح قريش على أن يتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمرة، فلما أتاه الخبر الكاذب بأنّ عثمان قد قتل جمع أصحابه فدعاهم إلى البيعة فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان بإحدى يديه الأخرى، ثم أتاه الخبر بأن عثمان لم يقتل، وما كان سبب بيعة الرضوان إلا ما بلغه صلى الله عليه وسلم من قتل عثمان، فهو أيضا معدود في أهل الحديبية من أجل ما ذكرنا.
وزوّجه صلى الله عليه وسلم ابنته رقية ثم أمّ كلثوم، واحدة بعد واحدة، وقال: لو كان عندي غيرهما لزوجتكها.
وارتجّ أحد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثبت فإنما عليك نبيّ وصدّيق وشهيدان.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
وكانت بئر رومة ركيّة ليهوديّ يبيع المسلمين ماءها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري رومة، فيجعلها للمسلمين يضرب بدلوه في دلائهم وله [بها] شرب في الجنة؟ فأتى عثمان اليهوديّ فساومه فيها، فأبى أن يبيعها كلّها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين، وقال له عثمان: إن شئت جعلت على نصيبي قرنين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم، قال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدت عليّ ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن يزيد في مسجدنا؟ فاشترى عثمان موضع خمس سوار، فزاده في المسجد.
وجهز جيش العسرة في غزاة تبوك بتسعمائة وخمسين بعيرا، وأتمّ الألف بخمسين فرسا، وقيل: بل جهزه بألف بعير وسبعين فرسا.
وعن محمد بن سيرين عن امرأة عثمان: كان يحيي الليل بركعة واحدة يجمع فيها القرآن.
(1044)
وبويع له بالخلافة رضي الله تعالى عنه يوم السبت غرّة المحرّم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام، اجتمع الناس عليه. وقتل بالمدينة رحمه الله تعالى واختلف في اليوم الذي قتل فيه، فقيل يوم الجمعة لثماني ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس وثلاثين، وقيل يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت منه، وقيل يوم الجمعة لليلتين بقيتا منه وقيل قتل في وسط أيام التشريق، وقتله رجل من أصبح عداده في مراد اسمه: رومان بن سرحان لعنه الله تعالى ورضي عن أمير المؤمنين عثمان، ضربه بخنجر على صدغه الأيسر فقتله.
(1047)
وحدّث عبد الملك بن الماجشون عن مالك قال: لما قتل عثمان ألقي على المزبلة ثلاثة أيام، فلما كان في الليل أتاه اثنا عشر رجلا فيهم حويطب بن عبد العزّى وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير وجدّي، فاحتملوه، فلما صاروا إلى
المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن: والله لئن دفنتموه هنا لنخبرنّ الناس غدا، فاحتملوه وكان على باب، وإن رأسه ليقول طق طق، حتى صاروا به إلى حشّ كوكب، فاحتفروا له، وكانت عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق، فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت، فقال لها ابن الزبير: والله لئن لم تسكتي لأضربنّ الذي فيه عيناك، قال: فسكتت فدفن.
والحشّ: البستان، وكوكب: رجل من الأنصار، كان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع، فكان أوّل من دفن فيه.
(1048)
قال مالك: وكان عثمان يمر بحشّ كوكب فيقول: إنه سيدفن ها هنا رجل صالح، وقيل: إنهم لما دفنوه غيّبوا قبره، رحمه الله تعالى.
واختلف في سنّه حين قتله، فقيل ابن ثمانين سنة، وقيل ابن اثنتين وثمانين، وقيل ابن ست وثمانين، وقيل ابن تسعين. ولحسان بن ثابت يرثيه «1» :
[من البسيط]
ضحّوا بأشمط عنوان السجود به
…
يقطّع اللّيل تسبيحا وقرآنا
(1051)
وللقاسم بن أمية بن أبي الصلت: [من الطويل]
لعمري لبئس الذّبح ضحّيتم به
…
وخنتم رسول الله في قتل صاحبه
ولأيمن بن خريم «2» : [من البسيط]
ضحّوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى
…
وأيّ ذبح حرام ويلهم ذبحوا
(1049)
ولحسّان بن ثابت أيضا «3» : [من البسيط]
إن تمس دار بني عفان موحشة
…
باب صريع وباب محرق خرب
فقد يصادف باغي الخير حاجته
…
فيها ويأوي إليها الجود والحسب
(1) البيت في اللسان (عنن، ضحى) والعقد 3: 285 والمعارف: 65، 193 والديوان 1: 96 (وفيه مزيد من التخريج) .
(2)
ط: ولابن خريم (وسقط البيت بعده حتى قوله ولحسان بن ثابت أيضا) .
(3)
الطبري 1: 3061 والعقد 4: 302 وأنساب الأشراف 4/ 1: 599 والديوان 1: 120.