الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب السابع في الراقي
وفيه اربعة فصول
الفصل الأول في ذكر رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم
روى مسلم (2: 180) رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل عليه السلام قال: بسم الله يبريك، ومن كلّ داء يشفيك، ومن شرّ حاسد إذا حسد وشرّ كلّ ذي عين. انتهى.
وروى مسلم (2: 180) رحمه الله تعالى أيضا عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيت؟ قال: نعم، قال: بسم الله أرقيك من كلّ شيء يؤذيك، من شرّ كلّ نفس أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك.
فائدة لغوية:
ابن طريف: رقى المريض رقية: عوّذه، وفي «الصحاح» : الرّقية معروفة، والجمع: رقّى، تقول منه: استرقيته رقية، فهو راق.
الفصل الثاني في ذكر ما كان يرقي به النبي صلى الله عليه وسلم
ما كان يرقي به نفسه صلى الله عليه وسلم:
روى مسلم (2: 181) رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن
النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها.
ما كان يرقي به النّاس صلى الله عليه وسلم:
روى مسلم (2: 181) رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهب الباس ربّ الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما.
فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل، أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي ثم قال: اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى.
قالت: فذهبت أنظر فإذا هو قد قضى. انتهى.
وروى مسلم (2: 181) رحمه الله تعالى أيضا عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها: بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى به سقيمنا بإذن ربّنا. انتهى.
وروى أبو داود (2: 338) رحمه الله تعالى عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدّس اسمك، أمرك في السماء والأرض، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «المشارق» (1: 75) أذهب البأس ربّ الناس، البأس: شدة المرض.
الثانية: في «الصحاح» (5: 1949) السقام: المرض، وكذلك السّقم والسّقم