الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب الوحي أيضا فارتدّ عن الإسلام ولحق بالمشركين، فلما فتحت مكة استأمن له عثمان بن عفان- وكان أخاه من الرضاعة- فأمّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه. ولاه عمر مصر ثم أقرّه عثمان عليها، وخرج عنها حين تأمّر عليها محمد بن أبي حذيفة، ومات بعسقلان؛ فهؤلاء كتاب الوحي. انتهى ما قاله القضاعيّ.
الفصل الثاني في ذكر أنسابهم وأخبارهم
رضي الله تعالى عنهم
1- عثمان بن عفان
رضي الله تعالى عنه: يأتي ذكره في باب الرسول.
2- علي بن أبي طالب
رضي الله تعالى عنه: يأتي ذكره في باب القاضي.
3- أبي بن كعب
رضي الله تعالى عنه: تقدم ذكره في باب الإمامة في قيام رمضان.
4- زيد بن ثابت
رضي الله تعالى عنه: يأتي ذكره في باب كتّاب الرسائل.
5- معاوية بن أبي سفيان
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (1416) معاوية بن أبي سفيان، واسم أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى: أبا عبد الرّحمن، كان هو وأبوه وأخوه من مسلمة الفتح.
قال أبو عمر: معاوية وأبوه من المؤلّفة قلوبهم. (1420) وله فضيلة جليلة رويت من طريق الشاميين عن عرباض بن سارية، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب» .
وهو أحد الذين كتبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وولّاه عمر رضي الله تعالى عنه الشام بعد موت أخيه يزيد. (1417) وورد البريد على عمر بموت يزيد، وأبو سفيان عنده، فلما قرأ الكتاب بموت يزيد قال لأبي سفيان: أحسن الله عزاءك
في يزيد ورحمه. ثم قال له أبو سفيان: من ولّيت مكانه يا أمير المؤمنين؟ قال: أخاه معاوية، قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.
وفي «المعارف» (345) : كان يقال ليزيد بن أبي سفيان: يزيد الخير، واستعمله أبو بكر على الشام، ثم أقره عمر بعده، حتى مات في خلافة عمر سنة ثماني عشرة.
قال أبو عمر (1417) : وأقام معاوية على الشام أربع سنين، ومات عمر فأقرّه عثمان عليها اثنتي عشرة سنة إلى أن مات، ثم كانت الفتنة فحارب معاوية عليا أربع سنين.
قال ابن إسحاق: وكان معاوية أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة.
(1418)
وذمّ معاوية عند عمر يوما فقال: دعونا من ذمّ فتى قريش، من يضحك في الغضب، ولا ينال ما عنده إلا على الرضى، ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه.
(1421)
وروى ابن شهاب بسنده عن المسور بن مخرمة «1» أنه وفد على معاوية، قال: فلما دخلت عليه سلّمت، قال: فقال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال: قلت: ارفضنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له، قال: والله لتكلّمنّ بذات نفسك، قال: فلم أدع شيئا أعيبه إلا بيّنته له، قال: فقال: لا أبرأ من الذنوب، فما لك ذنوب تخاف أن تهلكك إن لم يغفرها الله لك؟ قال: فقلت:
بلى، قال: فما جعلك أحقّ أن ترجو المغفرة مني؟ فو الله لما ألي من الإصلاح بين الناس، وإقامة الحدود والجهاد في سبيل الله، والأمور العظام التي لست أحصيها ولا تحصيها أكثر مما تلي وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات، ويعفو عن السيئات، والله لعلى ذلك ما كنت لأخيّر بين الله تعالى وبين ما سواه إلا اخترت الله
(1) قارن بأنساب الأشراف 4/ 1: 36، 47 وتاريخ بغداد 1: 208 ومصنف عبد الرزاق 11: 341- 345 وتاريخ الإسلام للذهبي 3: 80.
تعالى على ما سواه، قال مسور: ففكرت حين قال ما قال فعرفت أنه خصمني، قال: فكان إذا ذكره بعد دعا له بخير.
(1418)
واختلف في تاريخ وفاته: فقيل توفي يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وقيل في رجب سنة ستين، قيل في النصف منه بدمشق، ودفن بها وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وقيل ابن ستّ وثمانين سنة، وقيل لأربع ليال بقين منه.
واختلف في مدة خلافته: فقيل كانت مدّته عشرين سنة، وقيل تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوما، وقيل تسع عشرة ونصفا، وقيل تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما. انتهى مختصرا.
6-
خالد بن سعيد بن العاص: يأتي ذكره في باب العامل على الصدقة.
7-
أبان بن سعيد بن العاص: في «الاستيعاب» (62) في باب أبان:
[أبان] بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي: قال الزبير بن بكار: تأخّر إسلامه بعد إسلام أخويه خالد وعمرو فقال فيهما «1» : [من الطويل]
ألا ليت ميتا بالظّريبة «2» شاهدا
…
لما يفتري في الدين عمرو وخالد
أطاعا بنا أمر النساء فأصبحا
…
يعينان من أعدائنا من يكايد
وهو الذي أجار عثمان بن عفان حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش يوم الحديبية، وحمله على فرس حتى دخل مكة، وقال له «3» :[من المنسرح]
أقبل وأدبر ولا تخف أحدا
…
بنو سعيد أعزة الحرم
ثم أسلم أبان وحسن إسلامه، وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر، وأمّره رسول
(1) البيتان في نسب قريش: 175 وياقوت والبكري (الظريبة) وأسد الغابة 1: 35، 4: 108 والإصابة 4: 300.
(2)
ط: بالعريمة (وغير واضحة في م) .
(3)
البيت في نسب قريش: 175 وأسد الغابة 1: 35 والإصابة 1: 10.
الله صلى الله عليه وسلم على بعض سراياه، منها سريّة إلى نجد، واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على البحرين برّها وبحرها إذ عزل العلاء بن الحضرميّ عنها، فلم يزل عليها أبان إلى أن توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واختلف في وفاته: فقيل يوم أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر، وقيل يوم مرج الصّفّر سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر، وقيل يوم اليرموك؛ وهو قول ابن إسحاق ولم يتابع عليه، وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة في خلافة عمر.
تنبيه:
قال أبو عمر في «الاستيعاب» (1086) في باب العلاء: ولّى النبيّ صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي البحرين، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليها، وهذا خلاف ما ذكره هنا. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: في «المشارق» (1: 220- 221) الحديبية بضم الحاء وتخفيف الياءين، الأولى ساكنة والثانية مفتوحة وبينهما باء بواحدة مكسورة، كذا ضبطنا عن المتقنين، وعامة المحدّثين يقولونها بتشديد الياء الأخيرة، وهي قرية ليست بالكبيرة، أسفل مكة، منها إلى مكة مرحلة، قال مالك: وهي من الحرم، وحكى ابن القصّار: أن بعضها حلّ. والحديبية التي سميت بها هي البئر التي هناك عند مسجد الشجرة.
المسألة الثانية: في «معجم البكري» (114) : أجنادين- بفتح الهمزة وبالنون والدال المهملة بعدها ياء ونون على لفظة التثنية كأنه تثنية أجناد- موضع من بلاد الأردن بالشام.
المسألة الثالثة: في «معجم البكري» (837) : مرج الصّفّر- بضم الصاد