الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة لغوية:
في «الجامع» للقزاز: البأز بالهمز هذا الطائر المعروف والجمع أبؤز، ويقال باز مثل قاض، والجمع بزاة مثل قضاة، ويقال باز مثل نار والجمع بيزان، مثل نيران. وفي «المحكم» : الباز لغة في البازي والجمع أبواز وبيزان، وكان بعضهم يهمز الباز. قال ابن جني: هو مما همز من الألفات التي لا حظّ لها في الهمز. انتهى.
وأنشد كشاجم في «كتاب المصائد والطرائد» (49) : [من الوافر]
لقيت بها بوازي صائدات
…
وطيرك في مكامنها لبود «1»
فجمع البازي على بوازي.
الفصل الثالث في ذكر من صاد بالرمح
روى مسلم (1: 333) رحمه الله تعالى عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلّف عن أصحاب له محرمين وهو غير محرم، فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه. فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه، فأبوا عليه، فسألهم رمحه فأبوا عليه، فأخذه ثم شدّ على الحمار فقتله فأكل منه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبى بعضهم، فأدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك فقال: انما هي طعمة أطعمكموها الله.
وروى مسلم (1: 333) رحمه الله أيضا عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه رضي الله تعالى عنه أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم محرمون وأبو قتادة محلّ، وساق الحديث، وفيه فقال: هل معكم منه شيء؟ قالوا: معنا رجله فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلها.
(1) م: بنود؛ ونسب كشاجم البيت للبيد (وفي روايته في المصايد تصحيف) .
نسب أبي قتادة رضي الله تعالى عنه وأخباره:
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «الاستيعاب» (289، 1731) :
الحارث بن ربعي بن بلدمة أبو قتادة الأنصاري السّلمي من بني غنم بن كعب بن سلمة بن زيد بن جشم بن الخزرج، هكذا يقول ابن شهاب وجماعة أهل الحديث:
أنّ اسم أبي قتادة الحارث بن ربعيّ. وقال ابن إسحاق: وأهله يقولون إن اسمه النعمان بن عمرو بن بلدمة. قال أبو عمر: يقولون بلدمة وبلدمة بالضم، وبلذمة بالذال المنقوطة والضم أيضا. يقال لأبي قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجّالتنا سلمة بن الأكوع.
وقال الشعبيّ: كان بدريا ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها. واختلف في وقت وفاته، فقال الحسن بن عثمان مات أبو قتادة سنة أربعين، وقيل مات بالمدينة سنة أربع وخمسين، وقيل بل مات في خلافة علي رضي الله تعالى عنهما بالكوفة وهو ابن سبعين سنة وصلّى عليه عليّ رضي الله تعالى عنه وكبر عليه سبعا. قال أبو عمر: شهد أبو قتادة رضي الله تعالى عنه مع علي رضي الله تعالى عنه مشاهده كلها في خلافته. انتهى من الكلام على اسمه وعلى كنيته.
تنبيه:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير فرساننا أبو قتادة وخير رجّالتنا سلمة بن الأكوع: كان ذلك يوم غزوة ذي قرد، وهو يوم أغارت فيه بنو فزارة على سرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال يوم الغابة أيضا. وفي «السير» أنّ الذي أغار يومئذ عيينة بن حصن. وفي «صحيح مسلم» (2: 74) أن الذي أغار عبد الرّحمن الفزاري، فغنموا ما وجدوه من لقاح وظهر فذهبوا به وتبعهم المسلمون، وأبلى يومئذ أبو قتادة وسلمة بن الأكوع بلاء حسنا. فقتل أبو قتادة فارسا منهم اسمه على ما ذكره أبو عمر ابن عبد البر «مسعدة» وعلى ما ثبت في صحيح مسلم «عبد الرّحمن»