الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6- سعد بن معاذ
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (602) : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت، وهو عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو. أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يد مصعب بن عمير، وشهد بدرا وأحدا والخندق ورمي يوم الخندق بسهم فعاش شهرا، ثم انتقض جرحه فمات منه، رماه حبّان ابن العرقة وقال: خذها وأنا ابن العرقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرق الله وجهه في النار.
وروى الليث عن أبي الزبير عن جابر قال: رمي يوم الأحزاب فقطع أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتفخت يده ونزفه الدم، فلما رأى ذلك قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقرّ عيني في بني قريظة، فاستمسك عرقه فما قطر منه قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه، وكان حكمه فيهم: أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذريتهم يستعين به المسلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت حكم الله فيهم؛ وكانوا أربمائة، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات.
وروي من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا ما وطئوا الأرض قبل.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهتز العرش لموت سعد بن معاذ.
وقال صلى الله عليه وسلم في حلّة رآها سيراء: لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها.
وقال سعد رضي الله عنه: ثلاث أنا فيهن رجل، يعني كما ينبغي، وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قط إلا علمت أنه حقّ من الله، ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى
أقضيها، ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها حتى أنصرف عنها.
قال سعيد بن المسيب: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبيّ.
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى: توفي سعد سنة خمس من الهجرة، وكان موته بعد الخندق بشهر وبعد قريظة بليال. انتهى.
وقال ي ابن إسحاق في «السير» (2: 252) : وقالت أم سعد حين احتمل نعشه، قال ابن عبد البر: هي كبشة بنت رافع، لها رضي الله تعالى عنها صحبة «1» :
[من الرجز]
ويل أمّ سعد سعدا
…
صرامة وحدّا
وسؤددا ومجدا
…
وفارسا معدا
سدّ به مسدا
…
يقدّ هاما قدّا
قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلّ نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاذ.
فائدتان لغويتان:
الأولى: حبّان بن العرقة بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء بواحدة ضبطه الحافظ أبو علي الغساني رحمه الله بخطه.
الثانية: العرقة بعين مفتوحة وراء مكسورة مهملتان بعدهما القاف وتاء التأنيث؛ قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (603) وإنما قيل لها العرقة لطيب عرقها.
الثالثة: في «المشارق» (1: 195- 196) حلّة سيراء بكسر السين وفتح الياء ممدود، بعضهم يجعله نعتا، قال الخطابي: كما قيل: ناقة عشراء، وكان أبو مروان
(1) الشطران الأول والثاني في أسد الغابة 5: 537 والإصابة 8: 175 وسير الذهبي 1: 286، 287.