الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثالث والثلاثون في التجسس
وفيه فصلان
الفصل الأول في ذكر من بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم متجسسا
روى مسلم (2: 101) رحمه الله تعالى عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أدري استثنى»
بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فقال: إن لنا طلبة، فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا. فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة، فقال: لا، إلا من كان ظهره حاضرا. انتهى.
وقال ابن إسحاق رحمه الله تعالى في «السّير» (1: 614) في غزوة بدر: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيس «2» بن عمرو الجهني حليف بني ساعدة وعديّ بن أبي الزّغباء «3» الجهني حليف بني النجار إلى بدر يتجسسان له الأخبار عن أبي سفيان بن حرب وغيره.
وقال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (614) في باب سعيد: قال
(1) مسلم: ما استثنى.
(2)
السيرة: بسبس.
(3)
م: الرعناء.
الواقدي: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل أن يخرج من المدينة إلى بدر طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتحسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة فقدماها يوم وقعة بدر، فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهميهما وبأجريهما.
وبقول الواقدي قال الزبير في ذلك سواء.
وذكر ابن إسحاق رحمه الله تعالى في «السير» (2: 231) أيضا في غزوة الخندق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث حذيفة بن اليمان ليلا لينظر ما فعل القوم- يعني قريشا وغطفان- وسيأتي ذلك مكملا في باب المخذل عند ذكر نعيم بن مسعود الأشجعي، رحمه الله تعالى.
وذكر أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «الاستيعاب» (166) بسر بن سفيان الخزاعي، وقال: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عينا إلى قريش إلى مكة، وشهد الحديبية. انتهى.
وقال ابن إسحاق رحمه الله تعالى في «السير» (2: 437، 439- 440) في أخبار غزوة حنين: ولما سمعت هوازن برسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه من مكة، جمعها مالك بن عوف النّصري فاجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها، واجتمعت نصر وجشم كلّها، وسعد بن بكر وناس من بني هلال، وهم قليل، ولم يشهدها من قيس غيلان إلا هؤلاء
…
ولما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليهم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وأمره أن يدخل في الناس فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم ثم يأتيه بخبرهم. فانطلق ابن أبي حدرد حتى دخل فيهم، فأقام فيهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع من مالك وأمر هوازن ما هم عليه، ثم أقبل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر.
انتهى.