الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع في إنزال الوفد
وفيه خمسة فصول
الفصل الأول في اتخاذ الدار لنزول الوفد
في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أبو الربيع ابن سالم في كتاب «الاكتفاء» عن الواقدي رحمه الله تعالى أن حبيب بن عمرو السلاماني «1» رضي الله تعالى عنه كان يحدث قال: قدمنا وفد سلامان «2» على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة نفر، فانتهينا إلى باب المسجد فصادفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا منه إلى جنازة دعي إليها، فلما رأيناه قلنا يا رسول الله: السلام عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليكم السلام من أنتم؟ قلنا: قوم من سلامان قدمنا عليك لنبايعك على الإسلام، ونحن على من وراءنا من قومنا، فالتفت إلى ثوبان غلامه فقال: أنزل هؤلاء حيث ينزل الوفد، فخرج بنا ثوبان حتى انتهى بنا إلى دار «3» واسعة فيها نخل وفيها وفود من العرب، وإذا هي دار رملة بنت الحارث النجارية، وساق الحديث.
تنبيه:
رملة بنت الحارث هذه لم يذكرها أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» .
(1) ط: السلماني.
(2)
ر: سلمان.
(3)
ر: باب.
وذكر ابن إسحاق في خبر بني قريظة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبسهم في دار بنت الحارث النجارية.
وذكرها ابن فتحون في «الذيل» فقال «1» : رملة بنت الحارث نزل عليها وفد تميم «2» عيينة بن حصن وأخوه خارجة بن حصن وابن أخيهما الجدّ بن قيس بن حصن حين قدموا المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين؛ ذكره الواقدي والطبري، وزاد الطبري وفد بني كلاب وهم ثلاثة عشر منهم لبيد بن ربيعة إذ وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلوا عليها أيضا.
فائدة تاريخية: روى مالك رحمه الله تعالى في «الموطأ» عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال «3» : كان إبراهيم عليه السلام أول الناس ضيّف الضيف.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: ابن القوطية (3: 222) : أنزلت الجيش والضيف أقمت نزلهم، وهو ما يصلحهم. وفي «الصحاح» (5: 1828) النّزل ما يهيأ للنزيل، والجمع الأنزال، قال: والنّزيل: الضيف وأنشد «4» : [من الوافر]
نزيل القوم أعظمهم حقوقا
…
وحقّ الله في حقّ النّزيل
وفي «المحكم» : والنّزل والنّزل ما يهيّأ للضيف، إن ينزل عليه.
(1) الإصابة 8: 84 ويقول الواقدي إنها رملة بنت الحدث، بفتح الدال المهملة بغير ألف قبلها.
(2)
هؤلاء الذين سماهم لا يمثلون وفد تميم؛ وإنما هم فزاريون، ولكن اتفق أن وفد عيينة بن حصن على الرسول حين قدم عليه وفد تميم وفيه الزبرقان بن بدر وعمرو بن الأهتم وعطارد بن حاجب بن زرارة وغيرهم (السيرة 2: 561، 560) .
(3)
الأوائل للطبراني: 35 (عن أبي هريرة يرفعه) وأوائل السيوطي: 67 وقال: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.
(4)
ورد في اللسان (نزل) .