الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تامًا يدل على قائله، وهذا هو القسم الثاني من أنواع التقدمة المبينة، وهو أن يقدم بين يدي الشاهد الشعري بما يقلل شيوعه، ولا يدل على عين قائله. ولهذا البيان الناقص صور متعددة في كتب التفسير، ومن هذه الصور:
-
النسبة إلى جنس القائل:
قد ينسب المفسر الشاهد إلى جنس القائل، فينص على أنه لرجل أو لامرأة، أو نحو ذلك. كما قال الزمخشري مشيرًا إلى أن القائل امرأة: « .... كقولها (1):
فَإِنَّمَا هيَ إِقبَالٌ وإدبارُ (2)» (3).
فإنه يفهم من قول الزمخشري هذا أن القائل امرأة دون تحديد لعين هذه الشاعرة.
ومن الأمثلة كذلك قول ابن عطية: «قال الشاعر وهي امرأة» (4). فاكتفى ببيان جنس الشاعر وأنها امرأة كما فعل الزمخشري.
وربما أضاف المفسر إلى الجنس ذكر القبيلة، كقول القرطبي: «ولرجل من قريش
…
» (5)، وقوله أيضًا: «وأنشد سيبويه لرجل من مذحج
…
» (6). وقول الطبري: «فقالت امرأة من عاد» . (7) وهذا أكثر بيانًا من الاقتصار على ذكر الجنس، بذكر القبيلة أو القوم.
-
نسبة الشاعر إلى قبيلته:
قد ينسب المفسرُ الشاعرَ إلى قبيلته، ولا يُعرف هذا الشاعر بعينه
(1) هي الخنساءُ تُمَاضِرُ بنتُ عمرو بن الشريد.
(2)
انظر: ديوانها 26.
(3)
الكشاف 1/ 257.
(4)
المُحرر الوجيز 4/ 127.
(5)
الجامع لأحكام القرآن 5/ 251.
(6)
المصدر السابق 3/ 267، 11/ 217.
(7)
تفسير الطبري (هجر) 22/ 136.
لعدم شهرته، كقول الطبري:«ومنه قول الهذلي» (1). وشعراء هذيل كثيرون، ولا يتميز الشاعر إلا بالتنقيب عن الشاهد في ديوان أشعار الهذليين لمعرفة قائله، هذا إن كان موجودًا في أشعار الهذليين المجموعة، أو دواوين شعرائهم المرويَّة، وقد لا يعثر الباحث على القائل.
وكذلك قول الطبري: «وكما قال بعض الهذليين
…
» (2)، وقول الطبري:«وقال رجل من بني أسد» (3)، أو قوله:«قال رجل من بني عدي» (4)، أو قوله: «وقال بعض بني عقيل
…
» (5)، وقوله:«وقال بعض بني سُلَيْم» (6). وأمثال هذه النسبة التي تقرب القائل، ولكنها لا تدل عليه دلالة واضحة.
غير أنه رُبَّما نسب المفسرُ الشاعرَ إلى قبيلته وهو معروف بنسبته تلك دون غيره من شعراء قبيلته، كقول الطبري:«ومنه قول الجعدي» (7)، وهو النابغة الجعدي دون غيره من بني جعدة لشهرته (8).
- وربَّمَا نسبه إلى قبيلته بوصفهِ لا بِاسْمِهِ، كقول الطبري: «وذُكِرَ عن لِصٍّ مِن غَطفان أَنَّه أَراد أن يَخْبُزَ، فَخاف أن يُعْجَلَ عن الخَبْزِ، فَبَلَّ الدقيقَ، وأَكَلَهُ عَجينًا، وقال
…
» (9). ثم ذكر أبياتًا، فلم يحدد عين القائل، وإنما أشار إليه بوصفه دون اسمه أو لقبه أو ما يقود إلى تحديد عينه.
(1) تفسير الطبري (شاكر) 11/ 479، 15/ 370.
(2)
تفسير الطبري (شاكر) 11/ 200.
(3)
تفسير الطبري (هجر) 1/ 155، 24/ 696.
(4)
المصدر السابق 9/ 619.
(5)
المصدر السابق 24/ 171، 24/ 101، 19/ 504، 505.
(6)
تفسير الطبري (هجر) 4/ 636، وانظر: 15/ 629، 12/ 146، 16/ 98، 10/ 206، 24/ 35، 17/ 529.
(7)
المصدر السابق 14/ 534.
(8)
انظر: الشعر والشعراء 1/ 289.
(9)
المصدر السابق 22/ 282 - 283.