الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسموع، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا هو المعلوم في لغة العرب، وقد قال لبيد في جاهليته:
فَجَّعَنِي الرَّعدُ والصواعقُ بالفـ
…
ـارسِ يومَ الكَريهةِ النَّجِدِ (1)(2)
فقد أشار إلى أن هذا القول من لبيد كان في الجاهلية قبل الإسلام، مما يدل على أن هذا المعنى للرعد معروف قبل الإسلام. ومثله قول القرطبي: «وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية الجهلاء
…
» (3). فهو قد بَيَّنَ زمن قول هذا الشاهد وهذا جزء من شرح المفسرين للشاهد الشعري قبل إيراده.
ومن الأمثلة أيضًا قول ابن عطية: «والآلُ في اللغة: الأهلُ والقَرابةُ، ويُقالُ للأَتباعِ وأَهلِ الطاعةِ آلٌ، فمنهُ آلُ فِرعونَ، ومنه قولُ الشاعرِ وهو أَرَاكةُ الثقفيُّ في رثاءِ النبي عليه السلام وهوَ يُعزِّي نفسَه في أخيه عمرو:
فلا تَبْكِ مَيْتًا بعدَ مَيْتٍ أَجَنَّهُ
…
عَليٌّ وعباسٌ وآلُ أَبي بَكْرِ (4)
أرادَ: جَميعَ المؤمنين» (5). وقبل ذلك قال في شرحه: «يعني المؤمنين الذين قبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم» (6).
-
ذكر الأخبار حول الشاهد
.
وقد يستطرد المفسر فيلم بشيء من الأخبار حول الشاهد الشعري، ليبين معناه، وممن اشتهر بذلك بين المفسرين وأصحاب المعاني والغريب أبو عبيدة معمر بن المثنى، فقد عني بالأخبار في تصانيفه، وشروحه للشعر. ومن ذلك قوله: «وقال عَنَز بن دجاجةَ المازنيُّ:
(1) انظر: ديوانه 158.
(2)
المحرر الوجيز 1/ 134 - 135.
(3)
الجامع لأحكام القرآن 1/ 182.
(4)
العقد الفريد 3/ 306.
(5)
المحرر الوجيز 3/ 61.
(6)
المحرر الوجيز 1/ 284 (ط. قطر) الآية رقم 49 البقرة. {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} .
مَنْ كانَ أَسرعَ في تفَرُّقِ فَالِجٍ
…
فَلبُونُهُ جَرِبَتْ مَعًا وأَغَدَّتِ
إِلَّا كنَاشِرةَ الذي ضَيَّعْتُمُ
…
كالغُصنِ في غُلوائِهِ المُتَنَبِّتِ
غُلوائه: سُرعةُ نباته، يريد: وناشرة الذي ضيعتم؛ لأن بني مازن يزعمون أن فالجًا الذي في بني سليم، وناشرة الذي في بني أسد، هما ابنا مازن» (1).
وذلك أن عمرو بن معد يكرب رضي الله عنه عندما قتل بنو مازن أخاه عبد الله، أكثر في بني مازن القتل ثأرًا لأخيه، فلما أكثر فيهم القتل، تفرقوا في البلاد، فلحقت بنو مازن بصاحبهم مازن بن تميم، ولحقت ناشرة ببني أسد، وهم رهط الصقعب بن الصحصح، ولحقت فالج بسليم ابن منصور. وفالج وناشرة: ابنا أنمار بن مازن بن ربيعة بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة. وأمهما هند بنت عدس بن يزيد بن عبد الله بن دارم فقال كابية بن حرقوص بن مازن:
يا لَيْتَنِي يَا ليتني بالبَلْدَةِ
…
رُدَّتْ عليَّ نُجومُها فَارتدَّتِ
مَنْ كان أسرعَ في تَفرُّقِ فالجٍ
…
فَلبونُهُ جَرِبَتْ معًا وأَغَدَّتِ
هَلَاّ كَناشرةَ الذي ضَيَّعْتُمُ
…
كالغُصنِ في غُلُوائِهِ المُتَنَبِتِ (2)
ومن أمثلته قول ابن عطية بعد إيراده لقول الربيع بن زياد العبسي:
مَنْ كانَ مَسْرورًا بِمَقتلِ مَالكٍ
…
فَليأَتِ نِسوتَنَا بِوجهِ نَهَارِ
يَجدِ النساءَ حَواسرًا يَندُبنَهُ
…
قَد قُمْنَ قبلَ تَبلُّجِ الأَسْحَارِ (3)
حيث قال: «يقول هذا في مالك بن زهير بن جذيمة العبسي، وكانوا قد أخذوا بثأره، وكان القتيل عندهم لا يُناحُ عليه ولا يُندبُ إلا بعد أَخذِ ثأرهِ، فالمعنى: من سَرَّهُ مصابُنا فيه، فلينظر إلى ما يدلهُ على أَنَّا
(1) مجاز القرآن 1/ 61.
(2)
انظر: خزانة الأدب 6/ 362.
(3)
شرح الحماسة للمرزوقي 2/ 995، شرح الحماسة للتبريزي 3/ 37.