الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجموع واللغات، وسَوقِ كلِّ لغةٍ إلى أصحابها». (1)
ومِمّا يؤكدُ تفريقه بين إعراب القرآن ومعانيه إشارته إلى أنه ذكر في إعراب القرآن «ما يُحتاجُ إليه من المعاني» دون الاستطراد فيها، وقوله بعد ذلك:«ولعلَّه يَمرُّ الشيءُ غَيْرَ مُشْبَعٍ، فيتوهمُ متصفحهُ أنَّ ذلك لإغفالٍ، وإنما هو لأَنَّ له موضعًا غير ذلك، ومذهبُنا الإيجازُ، والمَجيءُ بالنُّكتةِ في موضعها من غير إطالةٍ، وقصدنا في هذا الكتابِ الإعراب وما شاكلَه» . (2) وهذا تفريق واضح بين إعراب القرآن ومعاني القرآن، وكأنه يعني بالمواضع اللائقة التي ترك التفصيل فيها في كتابه هذا ما فَصَّلَه في كتابه الآخر «معاني القرآن» ، حيث قد صنف «معاني القرآن» قبل «إعراب القرآن» ، بدليل أنه قد وردت إحالات كثيرة في «إعراب القرآن» إلى «معاني القرآن» . (3)
-
المطبوع من كتب «معاني القرآن» :
أفرد المؤلفون في أسماء الكتب معاني القرآن بالذكر، وذكروا عددًا من المصنفات فيه طُبع منها عددٌ قليلٌ، وفُقِد أكثرُها. فمِمّا طبع منها الكتب التالية:
- معاني القرآن للفراء (ت 207 هـ). (4).
- معاني القرآن للأخفش (ت 215 هـ)(5).
- معاني القرآن وإعرابه للزجاج (ت 311 هـ)(6).
(1) إعراب القرآن للنحاس 1/ 165.
(2)
إعراب القرآن 1/ 165.
(3)
انظر: إعراب القرآن 1/ 344، 2/ 133.
(4)
طبع بتحقيق أحمد يوسف نجاتي، ومحمد النجار، وعبد الفتاح شلبي في ثلاثة مجلدات.
(5)
حقق ثلاث مرات أولها تحقيق عبد الأمير الورد في رسالته للدكتوراه، ثم تلاه فايز فارس، ثم هدى قراعة، وتميز التحقيق الأخير بإحصاء نقول الطبري عن الأخفش.
(6)
طبع في خَمسة مجلدات بتحقيق عبد الجليل شلبي.
- معاني القرآن للنحاس (ت 338 هـ)(1).
- إيجاز البيان في معاني القرآن للنيسابوري (ت 553). (2)
وأما المفقودة فكثيرة أولُها لواصلِ بن عطاء المعتزلي (ت 131)، وأبان بن تغلب (ت 141)، وغيرهم. (3)
ويُعدُّ كتاب «معاني القرآن» ليحيى بن زياد الفراء (ت 207) من أهم كتب المعاني التي طُبعت، وهو أقدمُ كتابٍ مطبوعٍ يُمثِّلُ المذهبَ الكوفيَّ في النحو، وقد اعتمد عليه الدارسون للمدارس النحوية لتبين معالم منهج المدرسة الكوفية (4)، ونظرًا لمكانة مؤلفه، وكثرة شواهده الشعرية التي بلغت (785) شاهدًا، فقد خصصته بدراسة منهجه في الاستشهاد بالشاهد الشعري، ومدى اعتماده على شواهد الشعر، وأغراض الاستشهاد بالشعر فيه، وبيان أثره في كتب التفسير التي صُنِّفتْ بعدَه فيما يخص الاستشهاد بالشعر في بيان معاني القرآن.
وهناك كتاب آخر قريب الصلة بكتب معاني القرآن، وهو كتاب «تأويل مشكل القرآن» لابن قتيبة، وهو حافلٌ بالشواهد الشعرية، حيث بلغت شواهده (339) شاهدًا شعريًا، مِمّا جعلني أضيفه للكتب التي درستها في هذا البحث، لعلاقته بها من حيث بيان معاني الآيات المشكلة على وجه الخصوص، وكثرة الاستشهاد على ذلك بالشعر.
ومُشْكِلُ القرآن ما أَشْكَلَ فهمُه والتبَسَ لدخولهِ في شَكْلِ غَيْرِه، وهو
(1) طُبِعَ ناقصًا لنقص مخطوطته الوحيدة بتحقيق محمد الصابوني، في جامعة أم القرى في ستة مجلدات.
(2)
حققه الدكتور علي العبيد، وطبعته مكتبة التوبة بالرياض في مجلدين.
(3)
انظر: الفهرست 53، النحو وكتب التفسير لرفيدة 1/ 112 - 130، إيجاز البيان للنيسابوري 1/ 13
(4)
انظر: دراسة في النحو الكوفي من خلال معاني القرآن للفراء للمختار أحمد ديره 109 - 127.